يرتقب أن يدشن، هذا الخميس، تزامنا مع مناسبة اليوم العالمي للمسرح، المسرح الجهوي الجديد لمستغانم، الذي يعدّ أول مسرح ينجز على الصعيد الوطني منذ استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962، حيث يحمل اسم مؤسس مهرجان الهواة سي الجيلالي بن عبد الحليم. كشف في السياق مصادر ”الفجر”، بأنّ المسرح الجهوي الجديد لمستغانم، الذي شرع في بنائه منذ 9 سنوات وأعيد النظر في غلافه المالي عدة مرّات، تم تعيين على رأسه رشيد جرورو، محافظ الطبعة ال46، السابقة لمهرجان مسرح الهواة، حيث ينتظر في السياق ذاته أن تدشن وزيرة الثقافة خليدة تومي يوم الخميس، هذا الصرح الثقافي القريب من دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي، والذي قفز تمويله من 10 ملايير سنتيم إلى 75 مليار سنتيم، وشاركت في إنجازه 17 مؤسسة. كما سيتم الإعلان الرسمي عن انطلاق هذا المسرح الجديد وسط غياب مدير الثقافة، بعد أن مازال المنصب شاغرا، منذ فترة مهمة إثر مغادرة مديرة الثقافة السابقة بولاية مستغانم، حليمة حنكور، ذات المنصب، بعد استدعائها للعمل في وزارة الثقافة. ويجري في الفترة الحالية إنتاج ثلاث عروض مسرحية منوعة تكون ميزة نشاطات المسرح فور عملية تدشينه، يجسدها ركحيا كل من المخرج جمال بن صابر والجيلالي بوجمعة رئيس جمعية مسرح ”الموجة”، والفنان المسرحي تكيرات محمد، وتجدر الإشارة أنّ هذه المسرحيات حسب المصدر فإنّها مستمدة من الريبرتوار المسرحي الثري للراحل ولد عبد الرحمان كاكي وهي ”دم الحب”، ”ديوان الڤاراڤوز”، ”شعب الظلمة”، إلى جانب تقديم عرض خاص بالافتتاح لم يفصح عن عنوانه وكذا مسرحية أخرى موجهة للأطفال، وسيتم الاحتفاء بشيخ المسرحيين الجزائريين محمد بن قطاف سنكون حاضران في هذا الحفل، حيث سيكون له تكريم خاص، اعترافا لمجهوداته الكبيرة التي بذلها في سبيل تطوير الفن الرابع في الجزائر. الجدير بالذكر أنّه كان يفترض تسليم المسرح الجهوي لمستغانم السنتين الماضيتين، لكن تأخر الأشغال أدى إلى عكس ذلك، كما أنّ الوزير الأول عبد المالك سلال قد قام شهر جانفي الفارط بزيارة تفقدية للاطلاع على مدى تقدم نسبة الأعمال في المشروع، حيث بلغت أنذاك نسبة 98 بالمائة. هذا ويحتوي هذا الهيكل على قاعة للعرض تتسع ل 500 مقعد وخشبتين للعرض ”رئيسية وثانوية”، كما يضم أربع طوابق وثلاث شرفات تتسع ل 83 و110 و130 مقعد وبهو للمعارض وقاعة للتدريب وتحضير العروض المسرحية وأخرى لتغيير الملابس وكذا جناح للإعلام وفضاء خاص بالصحافيين لمتابعة الأعمال الدرامية المقدمة، وغيرها من المرافق الأخرى. في سياق ذي صلة، تشتهر ولاية مستغانم بنشاطها المسرحي المتميز، حيث اعتادت احتضان عدة تظاهرات على غرار المهرجان الوطني لمسرح الهواة وجائزة ‘'كاكي الذهبي'' للنصوص المسرحية والأيام الوطنية لمسرح الطفل والعرائس، غير أنها ظلت لوقت طويل تفتقر لمثل هذا الصرح الثقافي، حيث عادة ما تقدم العروض المسرحية سواء بقاعة السينما ”افريقيا” أو دار الثقافة.