نظمت، أول أمس، جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، ندوة حول شخصية الكاتب الدكتور عبدالله ركيبي رحمه الله، بمناسبة ذكرى رحيله الخامسة. وشارك في الندوة التي احتضنتها المكتبة الوطنية الشاعر عبدالقادر السائحي، الكاتب خليفة بن قارة، الكاتب الطاهر يحياوي، الفنان التشكيلي الطاهر ومان، الشاعر سليمان جوادي، المستشار الإعلامي عدة فلاحي والكاتب عبدالمجيد لغريب. تحدث الشاعر محمد عبدالقادر السائحي عن عضويته في اتحاد الكتاب الجزائريين لما كان مالك حداد هو الأمين العام للاتحاد، وعبد الله ركيبي نائبا له، وكان عبدالله ركيبي الأكثر فاعلية ونشاطا، متسائلا عن الوضعية الكارثية التي وصل اليها اتحاد الكتاب الجزائريين، وهو الذي أسسه مالك حداد وعبدالله ركيبي وأبو العيد دودو وأبو القاسم سعد الله وعبدالله شريط وزهور ونيسي ومحمد الميلي، وكثيرون. وقال خليفة بن قارة إنه يقف مترحِّما على روح الركيبي في ذكرى رحيله الخامسة، وهو الذي لم يره يوما إلا مبتسما حتى في حالة غضبه النادرة، مضيفا:”أترحّم عليه وفي قلبي غُصّة على وطنِ رابط عليه طول حياته، واليوم تنهشه الذئاب من كل جهة وقد غاب رُعاته، الذين راحوا يتسللون خارج زماننا، وكأن الموت قد اختارهم بعناية، ليزيد في تشريدنا الرّوحي والأخلاقي والحضاري، خاصة في هذا الوقت الموبوء الذي يتحدّث فيه من ساقته أقدار الجزائر التعيسة إلى الساحة السياسية، ليقول عن اللغة الجامعة المُوحِّدة للجزائريين، إنها سجن فكريّ كبير لشبابهم، وان لغة الاحتلال، هي البديل لنهضتنا، لأنها لغة الإبداع والابتكار والتنوير”. وأضاف بن قارة أن الجميع يشاركه الرأي في أن الأستاذ الدكتور عبد الله ركيبي، هو واحد من أولئك الفرسان الذين ترجّلوا والمعركة التي يخوضها الجزائريون، من أجل استرجاع هُويتهم كاملة غير منقوصة، قائمة على أشدِّها، والراحل هو من معدن أصبح نادرا جدا في أيامنا هذه إن لم يكن معدوما، فقلما تجتمع في شخص واحد كل تلك الخصال التي اجتمعت وتجمّعت في عبد الله الركيبي، مضيفا أن الراحل مثقّف واعٍ مدرك لأهمية الثقافة في البناء الحضاري، لأنه آمن أن الثقافة إن عبّرت عن حزب من الأحزاب أو فكر أيديولوجي أو قبلي، ولم تكن تعبيرا عن الشعب كله، فليست من الثقافة في شيء. ونوه خليفة بن قارة بجمعية الكلمة للثقافة والإعلام والنشاطات التي تقوم بها قائلا:”كلما هزّني التشاؤم من الوضع المتردِّي القائم، كلما أعادت إليّ الجمعية توازني، بما تقوم به من نشاط حضاريٍّ هادف لم تقم به أكبر المؤسسات الثقافية التي تتغذّى من جيوب الشعب”. من جهته قال الكاتب الطاهر يحياوي إن عبدالله ركيبي كان من الجزائريين الأوائل الحائزين على دكتوراه في الأدب العربي، وكان من مؤسسي معهد الأدب العربي بالجامعة المركزية، وقدّم أكثر من 25 كتابا للمكتبة الوطنية من مؤلفاته التي تنوعت بين القصة، النقد والسياسة، مضيفا أن الراحل حدثه عن كتابه ”الفرنكفونية مشرقا ومغربا” وقال له أنه منذ صدور هذا الكتاب لم يرضوا عنه، ولم يغفروا له دعاة الفرنسة ومحاربي اللغة العربية. وأضاف المتحدث أن عبد الله الركيبي كان سخيا وجوادا، وكثيرا ما يغدق من ماله الخاص على الطلبة في سوريا حين كان سفيرا هناك، ولما سئل في 2002 في مقر اتحاد الكتاب الجزائريين عن المرأة ودورها فقال:”أنا مع المرأة التي ترفع رأس الرجل”. أما الشاعر سليمان جوادي فقال إنه وهو شاب ينتشي برؤية عبد الله الركيبي رفقة مالك حداد وأبو العيد دودو وأبو القاسم سعد الله وغيرهم من الكبار، مضيفا أنه لا ينسى أبدا أنه استضافه في حصته التلفزيونية الشهيرة ”أقلام على الطريق”، وهي التي عرّف من خلالها وقدّم الكثير من الروائيين والشعراء والنقاد. للإشارة أبدى المشاركون استياءهم الشديد لعدم تخصيص يوم دراسي أو ندوة حول المرحوم ركيبي أثناء سنة كاملة من قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كما عبروا عن استيائهم وتنديدهم بالوضعية الكارثية التي آل اليها اتحاد الكتاب الجزائريين الذي أسسه جيل مثقف وكبير ينتمي إليه عبدالله ركيبي..