نظمت أمس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بقاعة الموقار تأبينية للراحل عبد الله الركيبي حضرها ألمع المثقفين والكتاب من مختلف الأجيال الذين استحضروا ذكرياتهم مع هذا الأديب والرمز. من بين المتدخلين الأستاذ مصطفى فاسي الذي أشار أنه عرف الراحل منذ سنة 1975 رأى فيه التواضع بعينه والمثقف المؤمن بإبداع الشباب، كما تميز بوطنيته وحسه الأخلاقي رغم تقلده أرقى المناصب في الدولة لقد بقي متواضعا نابذا للفخفخة والتكبر وحرص على أن يكون الأستاذ الجامعي المؤطر والأب الحنون لأجيال متعاقبة. الأستاذ الطاهر بن عيشة أشاد بأخلاق الراحل على أنه كان رمزا للاعتدال ورفض كل ما هو رديء، تميز رحمه الله بالنباهة والروح الأدبية وبحبه للجزائر. أما الشاعر عبد القادر السائحي فتذكر مواقف الراحل الصارمة والتزامه بالحق ولوكان مرا، مستعرضا بعض مواقفه في اتحاد الكتاب الجزائريين منها التزامه بتاريخ عهدة الرئاسة، كما استعرض السائحي بعضا من مسيرة الراحل خاصة منذ تاريخ الثورة علما أنه كان من بين الطلبة الذين أرسلتهم الثورة للدراسة بالخارج كما كان من أبرز مؤسسي ''نادي الفكر العربي'' واتحاد الكتاب الجزائريين. الشاعر محمد الصالح حرز الله تكلم عن قامة الراحل إلى درجة أن مهرجان ''العيد آل خليفة'' أجل تكريمه منذ 3 سنوات حتى يفتك ترسيمه من وزارة الثقافة كي لا يمس بقيمة هذه القامة، كما تحدث عن فضل الراحل مع الأدباء الشباب الذين وصفوه بصفات الأنبياء فهو لا يتحدث إلا عن الفكر والأدب والوطن. بدوره أشاد الأستاذ عز الدين ميهوبي واصفا الراحل بأنه كان من صنف الملائكة فالجميع يستفيد من مجالسه ومن أخلاقه وذكر أنه بعد وفاة الراحل بيوم واحد أحضر حلقة من برنامج الركيبي التلفزيوني ''أقلام على الطريق'' (في السبعينات) الذي استضافه فيه عندما كان شابا، ثم تحدث على علاقته مع الركيبي مؤخرا والتي كانت في إطار متابعة علاجه. حضرت التأبينية أيضا الأديبة زهور ونيسي التي استحضرت خصاله النبيلة، منها رفضه للامتيازات المالية والمنح، مشيرة أنها عرفته ''بمجلة الجيش'' منذ سنة 1963 ورافقته في عدة مواقع منها ''مجلة الجزائرية'' عام 1970 وصولا إلى مجلس الأمة الذي أدركت فيه مدى سخرية الراحل من الانتهازيين والوصوليين والأميين ونبذه للمغرورين والمتباهين بمواقفهم. تحدثت ونيسي أيضا نشاطه كسفير في سوريا وعن علاقتها بزوجته المصرية السيد نفيسة حرك الصحفية الرائدة في ''الأهرام'' التي كانت الجندي المجهول في حياته والتي ربطتها بونيسي علاقة صداقة منذ أن كانتا أستاذتين بثانوية عائشة أم المؤمنين. للإشارة فقد صرح الشاعر يحياوي الطاهر من ''دار الأوطان'' أنه سيطبع كل أشعار نفيسة حرك. حضر التأبينية أيضا طلبة المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة وجمع من الأساتذة من الجزائر والمشرق الذين ادلوا بشهاداتهم عن الراحل. كما قدم الشاعر السائحي قصيدة مطلعها يقول يوم فيفري خلدته مشاربه يوم الجهاد عليك أنعم واهيه