اتهم رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، بفرض إصلاحات بوصاية فرنسية دون علم الرئيس بوتفليقة، مستبعدا أن يكون على دراية بما تقوم به في هذا القطاع، خاصة وأنها وظفت مستشارين فرنسيين في سرية ودون إعلام الرأي العام، وأكد في سياق آخر، أن الأمين العام بالنيابة للأرندي، أحمد أويحيى، هو ”الخائن” وليست المعارضة التي تجتهد من أجل الخروج بحلول للأزمة متعددة الأوجه. اغتنم عبد الرزاق مقري، اليوم الدراسي المخصص للمنظومة التربوية وتحديات الإصلاح، المنعقد أمس، بالعاصمة، لتمرير العديد من الرسائل السياسية لخصومه، وفي مقدمتهم عضو الحكومة، نورية بن غبريط، التي اتهمها بخدمة المصالح الفرنسية وتطبيق تعليمات مستشاريها الفرنسيين الذين لم تخبر الرأي العام عن المهام التي يقومون بها بوزارة التربية الوطنية، وقال في تصريح للصحافة، أنه من العيب أن ”نسمع عن اتفاقيات كهذه من طرف الإعلام الفرنسي وليس على لسان الوزيرة”، وتابع أن بن غبريط، تسير في اتجاه يخدم فرنسا وإيديولوجيتها، وواصل أنها ”غير موكلة من قبل الشعب الجزائري للقيام بتلك الإصلاحات وفرضها على أبناء الشعب دون رضاه”، متهما الوزيرة بن غبريط، بالاستيلاء على القرارات والانفراد بها دون علم الرئيس بوتفليقة، متساءلا: ”هل الرئيس على علم بما تقوم به بن غبريط؟”. وفيما يتصل بالاتهامات الأخيرة التي وجهها أحمد أويحيى، للمعارضة بالعمالة وخدمة أجندات أجنبية، قال مقري، أن ”أويحيى هو الخائن والشعب يعرف ذلك جيدا”، وأضاف أن ”الطريقة التي يتعامل بها أويحيى، تكشف في عمقها أن الكثير من المسؤولين من الموالاة، ومنهم أويحيى، تنقصهم الحجة، ولهذا فهم يلجأون إلى هذه الأساليب، فهم يغرقون في الأزمة”، مبرزا أن ”تصريحات أويحيى، تؤكد أنه هو الخائن والجزائريين يعلمون ذلك جيدا، وحمس ليست ممن ينخرطون من أجل الحصول على الامتيازات”. وفي رده على مطالب قيادات في الحركة بالإنسحاب من هيئة التشاور، أوضح مقري، أن مجلس الشورى هو الفاصل في الحركة، وهو من يزكي قرارات البقاء أو الإنسحاب وليس أشخاص، وتابع فيما يتصل بالبرنامج الذي كان من المنتظر أن يتبع ندوة ”مزفران 2”، وسط حديث البعض عن فشلها، أن التوعية والتحسيس الذي تقوم به الحركة في القاعدة، ومنشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف أن هناك متابعة لتوصيات ندوة ”مزفران 2”. وحول الزوبعة التي أثارتها زيارة الوزير الأول الفرنسي والوفد المرافق له، للجزائر، والاستغلال السيئ لصورة رئيس الجمهورية، اعتبر مقري، أنه ”كان من الأجدر على السلطة الاهتمام بالشعب وكسب ثقته، فلو كانت الأمور تسير وفق النهج الديمقراطي، لما استطاع أحد أن يتآمر علينا”، مجددا دعوته لتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة، وإعطاء الكلمة للشعب لاختيار ممثليه وانتخاب مؤسساته بكل حرية، بعيدا عن أي سيناريو أو وصاية. وفيما يتعلق بموضوع الندوة الخاص بالمنظومة التربوية وتحديات الإصلاح، أوضح رئيس حمس أن وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، تريد المساس بالإسلام، وتغيير بعض المصطلحات عن طبيعتها، داعيا إلى فتح نقاش وطني قبل الإقدام على تغييرات قد تمس بالمضمون، وانتقد الاستعانة باللغة الفرنسية بدل اعتماد لغات أرقى مثل اللغة الانجليزية، وقال أن بن غبريط، في خدمة فرنسا، مستدلا باستعانتها بمستشارين فرنسيين دون إعلام الرأي العام بذلك. وجدد المتحدث دعم الحركة للغة الأمازيغية، لأنها ركن مهم من الهوية الجزائرية، معبرا عن رفضه بأن تكتب بالحروف اللاتينية، لأن ذلك إهانة.