أكدت كل من الرئاسة والخارجية التونسيتين ما ذهب إليه رئيس البلاد الباجي قايد السبسي، بشأن تأييده للتدخل عسكري في ليبيا يستهدف ”داعش” الإرهابي، في تطور لافت أثار توقيته جملة من التساؤلات لدى المراقبين، ولا سيما أنه تزامن مع عودة بعض الدول الأوروبية إلى التلويح بإمكانية القيام بعمل عسكري. واعتبر وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، في تصريح أدلى به بمجلس نواب الشعب أمس، أن التونسيين اليوم مجمعون على أن التدخل العسكري لضرب ”داعش” أمر مقبول. ويعكس تصريح وزير الخارجية التونسي تناقضا دبلوماسيا واضحا، فمن جهة تؤيد تدخلا عسكريا ”محددا” ضد التنظيم الإرهابي الذي لا يمكن أن يكون فعالا خصوصا بعد أن أخفق التحالف الدولي في سوريا والعراق في القضاء على التنظيم وطرد الجماعات الإرهابية، بينما أكد الجهيناوي، الذي زار الجزائر قبل أسابيع، مواصلة التنسيق في الملف الليبي لحل الأزمة بالطرق السلمية. وقال الجهيناوي إن ”السبسي لم يوافق على التدخل العسكري في ليبيا، وإنما وافق على التدخل العسكري لضرب تنظيم داعش”، مشددا على أنه لا تغيّر في الموقف التونسي بشأن التدخل العسكري في ليبيا، بدعم المجهودات الدولية من أجل الحل السياسي في الجار الشرقي للجمهورية، وبناء ليبيا جديدة مبنية على التوافق بين جميع مكوناتها. أما المتحدث باسم الرئاسة التونسية، معز السيناوي، فأوضح في تصريح لإذاعة ”شمس أف أم” المحلية، أن ”تونس تؤيد ضربة مشابهة لعملية صبراتة، مع أنها لم تكن بغطاء أممي”، مضيفا أن ”موقف الرئاسة التونسية من التدخل العسكري في ليبيا لم يتغير، وهي ضد التدخل العسكري ومع أي حل سلمي وتفاوضي في هذا البلد الشقيق”. ووصف مراقبون هذا الموقف الجديد لتونس ب”التطور السياسي اللافت”، باعتبار أن تونس سبق لها أن أعلنت مرارا عن رفضها التدخل العسكري في ليبيا نظرا لتداعياته الوخيمة على أمن البلاد. وقال الخبير الأمني والاستراتيجي التونسي، العميد المتقاعد علي الزرمديني، للعرب اللندنية، إن ”هذا التحول في موقف تونس تجاه التدخل العسكري في ليبيا بني على أساس المصالح، وليس القناعات”.