يتخوف مراقبون من أن تؤدي الدرع الصاروخية التي بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية تشغيلها في أوروبا إلى سباق تسلح جديد في العالم، خصوصا مع المخاوف التي عبرت عنها روسيا. وبدأت الولاياتالمتحدة تشيل درع صاروخية بتكلفة 800 مليون دولار في رومانيا أمس الخميس وهي الدرع التي تراها حيوية لحمايتها وحماية أوروبا من دول تصفها بالمارقة لكن الكرملين يقول إنها تهدف إلى تحييد ترسانة روسيا النووية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة "إن الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا تهدد الأمن العالمي وإنها خطوة نحو سباق تسلح جديد وتعهد بتعديل الإنفاق العسكري للتصدي للتهديدات الجديدة". وأكد بوتين أن روسيا "لا تنوي تجاوز مستوى الإنفاق المخطط له على إعادة تسليح الجيش، لكنها ستعدل خططها في هذا المجال التي أقرتها منذ سنوات عدة، من أجل وقف المخاطر الناشئة على أمن الدولة". ولفت بوتين إلى أن الولاياتالمتحدة "تستغل تأثيرها على وسائل الإعلام العالمية من أجل تضليل الرأي العام العالمي بشأن أهداف نشر الدرع الصاروخية، لكنها عاجزة عن إقناع المسؤولين العسكريين الروس بأن هذه المنظومة تحمل طابعا دفاعيا بحتا". وشدد "ليست هذه المنظومة دفاعية على الإطلاق، بل هي جزء من القدرات الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة نُقل إلى مناطق أخرى، وفي هذا الحال بالذات إلى أوروبا الشرقية". واستطرد قائلا "على أصحاب القرار بهذا الشأن (الذين قبلوا بعناصر من الدرع الصاروخية الأمريكية في أراضيهم ) أن يتذكروا أنهم عاشوا حتى اليوم بهدوء وأمان، أما الآن ، وبعد نشر عناصر الدرع الصاروخية في هذه المناطق، فإننا في روسيا سنضطر للتفكير في سبل وقف المخاطر التي تنشأ وتهدد أمن الاتحاد الروسي". وأوضح بوتين أن منصات الإطلاق، التي من المقرر نشرها في مجمع الدرع الصاروخية في بولندا، "مؤهلة لإطلاق صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، ويمكن أن يتم نشر مثل هذه الصواريخ خلال فترة قصيرة جدا وبصورة خفية" وتابع "ليس باستطاعتنا متابعة هذا الوضع، وهو يمثل خطرا إضافيا على أمننا". وأضاف: "كان خروج الولاياتالمتحدة بشكل أحادي من اتفاقية الحد من منظومات الدفاع الصاروخي، الخطوة الأولى نحو محاولة زعزعة توازن القوى الاستراتيجي بالعالم، أما هذه الخطوة نشر عناصر الدرع الصاروخية في أوروبا فستمثل الضربة الثانية إلى نظام الأمن الدولي، علما أنها تهيئ الظروف لخرق اتفاقية الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى". وذكر بوتين أن روسيا "أعربت عن قلقها بهذا الشأن أكثر من مرة وعبرت عن استعدادها للتعاون مع الامريكيين في مجال الدفاع الصاروخي، لكن واشنطن رفضت كافة الاقتراحات الروسية، وهي في اتصالاتها مع الجانب الروسي تعرض ليس عملا مشتركا بل مجرد الانخراط في الحديث عن الموضوع بشكل دون بحث التفاصيل" مضيفا "إنهم ينفذون كل شيء بصورة أحادية دون أخذ قلقنا بعين الاعتبار. وهو أمر مؤسف". موسكو تأمل في تراجع واشنطن وقال سيرغي ريباكوف نائب وزير الخارجية الروسي "إن موسكو مازالت تأمل في أن تراجع واشنطن في نهاية المطاف خططها لإنشاء منظومة عالمية للدفاع الصاروخي" وذكر الدبلوماسي الروسي أنه سبق للإدارة الأمريكية أن ألمحت إلى "إمكانية إعادة النظر في الخطط بهذا الشأن في حال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران" وتابع "الآن، عندما تم التوصل إلى هذا الاتفاق، تبدو مراجعة الخطط الخاصة بالدرع الصاروخية، خطوة منطقية". روسيا تكشف عن صواريخ باليستية جديدة في سياق ذي صلة، أعلن معهد موسكو لتكنولوجيا الاستشعار الحراري أنه كُلّف من قبل الحكومة الروسية بالمهام الرئيسية في تصميم مجمع الرماية التابع للدرع الصاروخية الروسية المستقبلية. وأوضح المصمم العام في المعهد يوري سولومونوف أن هذه المنشأة الرائدة في تصميم الصواريخ الموجهة حراريا، ستشارك في تطوير صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب خصيصا للجيل الجديد من الغواصات الذرية الروسية. وفي الوقت الراهن يتولى المعهد تطوير الصواريخ الباليستية من طراز "بولافا" المخصصة للغواصات الروسية الحديثة "بوري". وتجدر الإشارة إلى أن منظومات "إيجيس أشور" التي تنشرها واشنطن في رومانيا وبولندا، تمثل نسخة برية لمنظومات "إيجيس" الصاروخية التي تزود بها السفن الحربية الأمريكية، وهي قادرة على إطلاق صواريخ "توماهوك" متوسطة المدى.