* الجزائر تستعين بالإيرانيين للتنقيب عن الذهب والفوسفات بغرض بحث سبل الاستثمار والشراكة بين البلدين، يقود وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، وفدا يتكون من أكثر من 80 رئيس مؤسسة عمومية وخاصة تنشط في مجالات الطاقة والعمران والأشغال العمومية والمواد الغذائية المصنعة والنسيج والصناعة والميكانيك والصناعة الصيدلانية، وممثلين عن الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة والوكالة الوطنية لتطوير الاستثمارات، في زيارة عمل إلى طهران. وتسعى الجزائر في هذا اللقاء إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع إيران الذي لا يعكس الفرص والإمكانيات الضخمة المتاحة في كلا البلدين، إذ لا تتجاوز المبادلات التجارية بين الجزائروإيران 10 ملايين دولار، مع تسجيل ضآلة الشركات الإيرانية التي تنشط في الجزائر. ويسعى الطرف الجزائري إلى جلب الاستثمارات من خلال تحويل فعلي للتكنولوجيا من قبل إيران التي حققت تقدما هاما في هذا المجال، على حد تعبير رئيس اللجنة المختلطة الاقتصادية الجزائريةالإيرانية، عبد المجيد خبزي، الذي قال ”إن هدفنا هو جلب التكنولوجيا وليس الاكتفاء بالتبادلات التجارية، وأن السلطات الإيرانية أكدت التزامها بمساعدتنا في هذا الإطار”، مشيرا إلى وجود عدة مشاريع شراكة قيد المباحثات، والتي قد تسفر عن التوقيع على اتفاقيات وعقود خلال هذا المنتدى. ومن أهم القطاعات التي ستشهد بلورة مشاريع شراكة، قطاع الميكانيك والبتروكيمياء والصناعة الصيدلانية والزراعة والبناء والأشغال العمومية وكذا الطاقات الكهربائية والمتجددة. وفي صناعة السيارات، وقعت شركة صناعة السيارات الإيرانية ”خودرو” و”سايبا” مؤخرا، اتفاقات شراكة مع مستثمرين جزائريين خواص لإنشاء مصانع تركيب سيارات بالجزائر. ويسعى ”خودرو للسيارات” إلى إنشاء وحدة خاصة به مع نهاية 2016 من خلال طاقة إنتاج تضاهي 30 ألف مركبة سنويا. في حين يتوقع ”سايبا للسيارات” إطلاق أول سيارة له من المصنع المقرر إنشاؤه بالجزائر في بداية 2017. شراكة مرتقبة بين سوناطراك وشركة النفط الإيرانية لاستكشاف المحروقات وفيما يخص قطاع الطاقة، اتفق البلدان على إقامة شراكة بين مجمع سوناطراك وشركة النفط الإيرانية، إذ يقيم الطرفان محادثات من أجل توسيع التعاون الثنائي في إنتاج واستكشاف وتسويق النفط والغاز. ويتوقع البلدان استحداث شركات مختلطة مختصة في إنتاج الكهرباء والطاقات المتجددة وقطع الغيار والصيانة ومراقبة الطرقات. وتجري الجزائروإيران محادثات لإنشاء خط جوي الجزائر - طهران وآخر بحري، وكذا إقامة توأمة بين ميناء بجاية وميناء الإمام خوميني، وهو أكبر ميناء في إيران مزود بمركب بتروكمياوي. وأوضح بوشوارب، خلال منتدى الأعمال الجزائري - الإيراني، أن الجزائر على استعداد تام لبعث شراكة فعلية في الأنشطة التي يحوز فيها البلدان على مؤهلات الامتياز، على غرار الصناعات الميكانيكية، بما فيها قطع الغيار، وكذا النسيج ومواد البناء والصناعات الإلكترونية والآلات والمعدات الصناعية وصناعة الحديد والفولاذ. ويتعلق الأمر أيضا بقطاع المناجم، حيث يمتلك الطرفان، حسب الوزير، نية مشتركة للتعاون في هذا المجال، بتبادل الخبراء والخبرة والتكوين والمعلومات في مجالات الاستكشاف والاستغلال وتثمين المكامن المعدنية في كلا البلدين لاسيما الفوسفات والذهب. ودعا في ذات السياق إلى تقريب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين البلدين، معتبرا أن قطاع الصناعة يعد من القطاعات السباقة في التعاون بين الجزائروإيران، من خلال الإطار المؤسساتي الذي تم وضعه بدءا من اتفاقية التعاون الصناعي المبرمة سنة 2003. وسمحت هذه الاتفاقية باستحداث لجنة التعاون الصناعي بين البلدين التي تم إعادة بعثها بعد عدة سنوات من التوقف بمناسبة انعقاد هذا المنتدى. ودعا الوزير بالمناسبة رجال الأعمال وممثلي القطاع الاقتصادي الإيرانيين إلى الاستثمار في الجزائر، مبرزا الفرص الكبيرة التي توفرها للاستثمار في عدة مجالات، على غرار الاستقرار الداخلي وحجم السوق الإقليمية وقوة الطلب الداخلي.