الجزائر على استعداد لبعث شراكة صناعية "فعلية"مع إيران تسمح لها بزيادة حجم الاستثمارات وتنويع اقتصادها الوطني. وإيران مستعدة بدورها لمرافقة الجزائر في مسار تنويع اقتصادها من خلال نقل خبراتها في هذا المجال لاسيما في قطاعات الصناعة، المناجم والفلاحة والميكانيك والسكن. وبانعقاد اللجنة الثنائية للتعاون الصناعي بعد سنوات من انقطاعها، فإن البلدين يمكنهما تجسيد جملة من المشاريع المشتركة، التي تم الحديث بشأنها في مناسبات سابقة. وكان انعقاد منتدى رجال الأعمال الجزائريين - الإيرانيين أمس بطهران فرصة لوزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب للتذكير بأن الجزائر "على استعداد تام لبعث شراكة فعلية في الأنشطة التي يحوز فيها البلدان على مؤهلات الامتياز على غرار الصناعات الميكانيكية بما فيها قطع الغيار والنسيج ومواد البناء و الصناعات الالكترونية والآلات والمعدات الصناعية وصناعة الحديد والفولاذ"، إضافة إلى قطاع المناجم حيث يمكن للطرفين التعاون بتبادل الخبراء والخبرة والتكوين والمعلومات في مجالات الاستكشاف والاستغلال وتثمين المكامن المعدنية لاسيما في الفوسفات والذهب. ومن خلال إعادة بعث لجنة التعاون الصناعي بين البلدين، فإنه تم وضع "آلية فعالة" لبعث الاستثمار والتبادل بين الجزائروإيران، لاسيما بعد تفعيل الاتفاقات الموقعة بين البلدين، بعد رفع العقوبات عن إيران. ودعا السيد بوشوارب بالمناسبة رجال الأعمال وممثلي القطاع الاقتصادي الإيرانيين إلى الاستثمار في الجزائر، مبرزا الفرص الكبيرة التي توفرها للاستثمار في عدة مجالات على غرار الاستقرار الداخلي وحجم السوق الإقليمية وقوة الطلب الداخلي. بالمقابل يرى في إيران جسرا للمنتجات الجزائرية نحو أسواق آسيا. وأشار نائب وزير التجارة والصناعة والمناجم ولي الله أفخامي بدوره أن قطاع الصناعة في إيران يملك إمكانيات هائلة، حيث يمثل ثلث الناتج الداخلي الخام بالإضافة إلى قطاع الفلاحة الذي يحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث الإنتاج. وأوضح أن بلاده تطمح إلى تطوير وتقوية علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الجزائر في إطار استراتيجيتها للتفتح على القارة الإفريقية. من جانبه، قال رئيس غرفة التجارة الإيرانية جلال بور أن بلاده مستعدة لمرافقة الجزائر في استراتجيتها الصناعية ومسار تنويع اقتصادها، مشيرا إلى الفرص والإمكانيات الهامة التي يحوزها الجانبان لتحقيق هذا الهدف، خاصا بالذكر قطاعات الصناعة والمناجم والفلاحة والميكانيك والسكن والنفط والغاز وصناعة المعادن والنقل والصحة وصناعة السيارات. يذكر أن السيد بوشوارب يجري يومي 16 و17 ماي زيارة إلى طهران بدعوة من الوزير الإيراني للصناعة والمناجم والتجارة محمد نيامات زادى، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، لاسيما بعد الاهتمام الكبير الذي أظهره البلدان لإقامة علاقات شراكة مربحة لهما خلال الدورة الثانية للجنة المختلطة العليا الجزائريةالإيرانية التي عقدت في ديسمبر 2015 بالجزائر العاصمة.