* هرتسوغ: ”نتنياهو أغلق الباب أمام قادة أوروبّا وواشنطن وبات أسير مجموعة متطرّفة” أعلن رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، رفضه المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام وبعث المفاوضات المتعثرة مع الفلسطينيين. جاء ذلك في تصريح صحفي على هامش جلسة خاصة للكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، بحضور نظيره الفرنسي مانويل فالس الذي يزور الأراضي المحتلة، وأبدى استعداده للتوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين على أساس إقامة دولة لهم منزوعة السلاح، تعترف ب”إسرائيل دولة للشعب اليهودي” على حد زعمه، مدّعيًا أن هذه ليست شروطًا لبدء المفاوضات، وإنما غاية لمسار سياسي، يشتمل على مفاوضات مباشرة ثنائية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس، ”دون شروط مسبقة، ودون إملاءات دوليّة”. وصرّح قائلا ”سأقبل بسرور مبادرة فرنسية مختلفة مع اختلاف مهم: هذه المبادرة يمكن أن تجري في باريس، فهي ستكون مكانا رائعا لتوقيع اتفاق سلام”. وأضاف ”من الممكن أن تبقى تسميتها المبادرة الفرنسية لأنكم ستقومون باستضافة هذا الجهد الحقيقي للسلام. ولكن هنا الفرق: سأجلس لوحدي مباشرة مع الرئيس عباس في قصر الإليزيه أو أي مكان آخر من اختياركم”. وأكد نتانياهو ”سيتم طرح كل قضية صعبة على الطاولة: الاعتراف المتبادل، التحريض والحدود واللاجئون وأيضا المستوطنات، كل شيء”. وأضاف ”أنا مستعد لاتخاذ قرارات صعبة”. ورد فالس، قائلا ”سمعت اقتراح نتانياهو. سأتحدث إلى رئيس الجمهورية وكل ما يمكنه المساهمة في السلام والمحادثات المباشرة، سنقبل به”. ولفت نتنياهو إلى المفاوضات الجارية مع حزب يسرائيل بيتينو اليميني المتطرّف، وقال أنه يسعى لتوسيع رقعة الائتلاف الحكومي، قائلا أن الباب لا يزال مفتوحا أمام انضمام المعسكر الصهيوني إلى الائتلاف. واتهم رئيس حزب المعسكر الصهيوني، بوجي هرتسوغ، نتنياهو بإغلاق باب انضمام المعسكر الصهيوني للكنيست، حيث قال: إنه ”أغلق الباب لتغيير المستقبل، وأغلق الباب أمام قادة أوروبّا والولايات المتحدّة وبات أسيرًا بيد مجموعة سياسيّة خَطِرة ومتطرّفة، تقوده وتقودنا لقلب كارثة قوميّة نتواجد فيها بالفعل، ويعيش بعضنا على وهم جميل بأن الأمور ستكون على ما يرام”. وكان زعيم حزب ”يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، أعلن في وقت سابق، أن المفاوضات الرامية إلى انضمامه للحكومة تقف أمام طريق مسدود، في أعقاب رفض حزب ”كولانو” ووزارة المالية شرط ليبرمان حول رفع مخصصات التقاعد للمهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق. وأضاف ليبرمان لأعضاء حزبه، خلال الجلسة الافتتاحية، ”توصلنا لتسوية حول قانون إعدام منفذي العمليات وموضوع الدين والدولة، لكن لم نتمكن من تسوية قضيتين مهمتين، هما مخصصات التقاعد وحقيبة الأمن”، وتابع ”مخصصات التقاعد هي ليست للروس كما يحاولون تصويرها، بل ستمنح للجميع ومن المفترض أن تساهم في تحسين أوضاع الفئات المستضعفة وتساعدهم على محاربة الفقر، ومعظمهم من الدول الغربية، نريد إحداث تغيير وتطوير المجتمع ولا نريد أن يلقوا لنا الفتات، لا يمكن أن نقبل اقتراحات وزارة المالية”. وفي السياق، أشار مصدر فلسطينيّ لصحيفة ”يديعوت أحرونوت” العبرية الصّادرة أمس، إلى قيام مصر في الأيّام الأخيرة بمساع دبلوماسية حثيثة، لعقد قمّة ثلاثية في القاهرة تجمع رئيس السّلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، رئيس الحكومة الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والرّئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي. وأوضح أنّه رغم أنّ ”الأوضاع لم تصل مرحلة البلوغ”، إلّا أنّ الأطراف جميعًا لم ترفض المقترح والمساعي المصريّة. وأوضح المصدر إلى أنّ القيادة الفلسطينيّة ستردّ بالإيجاب في حال توجيه طلب رسميّ مصريّ، مشيرا إلى أنّ محلّلين يتوقّعون صعوبة رفض إسرائيل لمثل هذه القمّة، خصوصًا، على وقع التّنسيق الأمنيّ والتّقارب الكبيرين بين القاهرة وتل أبيب في عهد السّيسي، الذي غيّر من سياسات مصر الخارجيّة بشأن القضيّة الفلسطينيّة وبخصوص الموقف من إسرائيل.