تنبأ خبراء ومختصون في الشأن الطاقوي بفشل اجتماع منظمة ”أوبك” اليوم بفيينا، حيث أكدوا أنه ”لن يخرج بأي توصيات مهمة في ظل المعطيات والمؤشرات المتوفرة حاليا”، لا سيما وأن هذا الاجتماع لم يعرف ضجة إعلامية كبيرة بسبب الفشل الذي ميز الاجتماعات التي سبقته في إيجاد حل للأزمة التي تعيشها سوق النفط الدولية. وقال سفيان بن دوينة، الخبير الطاقوي، لموقع ”سبق برس”، أن اجتماع المنظمة المنعقد اليوم بفيينا النمساوية، لن يخرج بأي توصيات مهمة في ظل المعطيات والمؤشرات المتوفرة حاليا”، مبرزا بأن اجتماعات المنظمة ”لم تعد تجدي نفعا”، فبعد اجتماع المنظمة في سنة 2008 بوهران، حيث تم اتخاذ قرار تسقيف الإنتاج برفعه نحو 30 مليون برميل يوميا، لم يطرأ أي مستجد مهم في اللقاءات التي توالت منذ ذلك الحين، وإلى غاية اجتماع الدوحة الأخير الذي غابت عنه الجزائر، قرر المجتمعون رفع الإنتاج نحو 31،5 مليون برميل يوميا. وفي تحليله الوضع الراهن، أشار بن دوينة إلى أن انضمام أندونسيا منظمة أوبك، ورفع العقوبات المسلطة على إيران، وبالتالي عودة هذه الأخيرة إلى حظيرة أكبر منتجي ومصدري البترول في العالم عبر الأوبك، فضلا عن بعض المستجدات التي تؤثر بشكل أو بآخر على بورصة النفط، والتي من بينها دخول الولاياتالمتحدة لقائمة مصدري الغاز الصخري الذي أخلط حسابات الدول المنتجة والمصدرة، خاصة أن الإنتاج قد تضاعف ”من 5 ملايين إلى 10 ملايين”، ناهيك عن الاكتشافات الجديدة والهائلة في دول عدة من بينها السينغال وسوريا ولبنان، ومصر فلسطينالمحتلة، والتي ترقد على آبار معتبرة من الذهب الأسود، كل هذا سيرفع العرض إلى غاية ”التخمة”، في وقت تراجع معدل النمو في الدولة المستهلكة التي كانت بالأمس القريب عملاقا يمتص العرض العالمي كالهند والصين. وأمام هذا الوضع، يتوقع مهندس الجيولوجيا بالمدرسة العليا للمناجم بباريس، استمرار تذبذب النفط، في ظل تخمة الإنتاج الموجودة ونقص الطلب عليه، عكس ما يروج الوزير الأسبق شكيب خليل الذي أكد أن الأسعار ستعود للارتفاع فوق سقف 70 حتى 80 دولار للبرميل. ويشارك وزير الطاقة صالح خبري، اليوم، في اجتماع أوبك. وأفاد بيان لوزارة الطاقة أول أمس، بأن هذا الاجتماع الوزاري سيبحث تطورات السوق النفطي العالمي وآفاقه، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع النصف سنوي سيعقد في سياق يتميز بانتعاش أسعار النفط منذ أسابيع لتتجاوز 50 دولارا قبل أيام، في الوقت الذي تتوقع معظم الهيئات الدولية بالقطاع استعادة السوق لتوازنه في غضون نهاية العام. وبخصوص تصريحات الدول الأعضاء عشية الاجتماع، نقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت ”شانا”، عن وزير الطاقة الإيراني بيجن زنغنه قوله إن ”مضاعفة” بلاده لصادراتها النفطية لم تؤثر سلبا على السوق. وأضاف زنغنه، أمس، قبل توجهه إلى فيينا لحضور اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء رويترز، أن صادرات إيران النفطية تضاعفت بين اجتماعي أوبك بين 168 و169.