سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ظل التعنت الاسرائيلي: المجتمع الدولي يؤكّد تمسكه ب"حل الدولتين" وباستئناف مفاوضات السلام مصادر: البيان الختامي "الليّن"، الصادر عن اجتماع باريس الدوليّ، "فوز لإسرائيل"
* تزامنا ومرور 49 عاما على ”النكسة” منظمات متطرفة تحتشد لاقتحام الأقصى جدد المجتمع الدولي تأكيده دعم حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وتعهد بالسعي إلى إقناع الطرفين باستئناف مفاوضات السلام رغم تعنت الإسرائيل العلني لأي تدخل غير أمريكي في الملف. وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ففي ختام اجتماع باريس حول النزاع في الشرق الأوسط من ”خطر جدي” يهدد الحل القائم على مبدأ الدولتين، لافتا إلى أن الوضع اقترب من ”نقطة اللا رجوع”. أكد ايرولت على ضرورة الحفاظ على حل الدولتين وإحيائه قبل فوات الأوان، وعلى عزم بلاده تنظيم مؤتمر يشارك فيه الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي قبل انقضاء العام 2016. ونقلت إذاعة الاحتلال أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أكد على أن مبعوث بلاده لعملية السلام سيتوجه إلى الشرق الأوسط، وذلك لمتابعة جهود باريس للوصول إلى السلام والاستقرار. في المنطقة وأضاف ايرولت خلال اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن فرنسا ستواصل مساعيها مع الأطراف الدولية حتى سبتمبر المقبل ليتم بعد ذلك تقييم ما تم التوصل إليه وما هو المطلوب للمرحلة المقبلة. من جهته جدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التزام القيادة الفلسطينية بالوصول إلى السلام القائم على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية ومرجعيات عملية السلام مشيرا إلى التعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى السلام والاستقرار في المنطقة. كما تحدث وزير الخارجية الفرنسي الليلة الماضية هاتفيا مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أكد له قيام فرنسا وشركائها في مؤتمر باريس بتشجيع عباس على الاستجابة لدعوته لخوض مفاوضات مباشرة على الفور وبدون شروط مسبقة. وواصل نتنياهو تعنته خلال المكالمة الهاتفية متذرعا بأنّ ”أي بديل للتفاوض المباشر لن يؤدي سوى إلى إبعاد السلام”. يذكر أن العاصمة الفرنسية باريس احتضنت أول أمس أعمال الاجتماع الوزاري الدولي حول عملية السلام في الشرق الأوسط. وافتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أعمال المؤتمر الذي حضره وزراء ومسؤولون بارزون من 26 دولة وضم 24 وزير خارجية بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزراء خارجية من دول عربية. كما شارك في الاجتماع كل من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني. ويشار إلى أن السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال الاسرائيلي تغيبا عن اللقاء. ومن المقرر أن يكون المؤتمر تمهيديا لمؤتمر سلام في خريف 2016 سيشمل الفلسطينيين والإسرائيليين. قالت مصادر إسرائيلية إن البيان الختامي ”الليّن”، الصادر عن اجتماع باريس الدولي، يوم الجمعة، حول النزاع في الشرق الأوسط، كان مرضيا لإسرائيل، التي كثفت مساعيها الدبلوماسية، في الأسابيع الأخيرة، مع زعماء أوروبيين وأمريكان لعدم إصدار قرارات من شأنها إدانة الاحتلال، أو تملي عليه قرارات، خلافا لرغبة حكومة اليمين المتطرف الحالية. وفسّر خبراء إسرائيليون البيان الختامي لاجتماع في باريس، على أنه ”فوز إسرائيلي” أثمر عن الضغوطات الإسرائيلية التي مورست مؤخرا على المستوى الدولي، للتخفيف من حدة قرارات الاجتماع في باريس. المجلس الوطني الفلسطيني يطالب بجدول زمني لإنهاء الاحتلال وفي ذات الشأن، طالب المجلس الوطني الفلسطيني أمس المجتمع الدولي بتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية. ودعا المجلس في بيان بمناسبة ذكرى النكسة المجتمع الدولي إلى العدول عن لغته الدبلوماسية وممارسة الضغوط الحقيقية على حكومة اسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وشدد المجلس على ضرورة سعي المجتمع الدولي لتجسيد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على الحدود المتفق عليها في الرابع من شهر جوان 1967 حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 19-67 وحل عادل لقضية اللاجئين حسب القرار الدولي رقم 194. وأشار البيان إلى أهمية إنهاء المجتمع الدولي ومؤسساته وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي لمعاناة الشعب الفلسطيني بعد مرور 49 عاما من الاحتلال مؤكدا مضي الفلسطينيين بنضالهم إلى أن يستردوا حقوقهم المشروعة بالعودة والحرية وإقامة دولتهم المستقلة. وفي السياق، دعت منظمات الهيكل المزعوم، التي تشمل أكثر من 27 منظمة صهيونية، أنصارها إلى مشاركة واسعة، في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، اليوم، وتنظيم احتفالات خاصة به، في ذكرى احتلال ما تبقى من مدينة القدس عام 1967. وأرفقت المنظمات المتطرفة بدعواتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقعها الإعلامية، برنامج يوم ”توحيد القدس”، ولفتت إلى ”تفاهمات” بينها وبين شرطة الاحتلال لتسهيل اقتحامات الأقصى دون تواجد فلسطيني بداخله، فضلا عن تأمين حمايتهم وحراستهم خلال الاقتحامات والجولات برحابه. كما تعتزم مؤسسات ومنظمات صهيونية تنظيم فعاليات ومسيرات استفزازية ستخترق البلدة القديمة من القدسالمحتلة، يتخللها فعالية ما تسمى ”رفع الأعلام” في باحة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة)، وسط نداءاتها لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس. ويصادف اليوم مرور 49 عاما على ”النكسة”، حين أكمل كيان الاحتلال ضم بقية الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، وأضاف إليها الجولان السوري وسيناء المصرية، وذلك بعد مرور 19 عاما على نكبة فلسطين، وإقامة دولة إسرائيل المزعومة بعد تسببها في مأساة إنسانية للشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه.