* الجامعة العربية تدين تصريحات نتنياهو وتحذر من مراوغات الاحتلال لإفشال المبادرة انطلقت، صباح أمس، بالعاصمة الفرنسية باريس، أعمال الاجتماع الوزاري الدولي حول عملية السلام في الشرق الأوسط. وافتتح الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أعمال المؤتمر الذي حضره وزراء ومسؤولون بارزون من 26 دولة وضم 24 وزير خارجية بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزراء خارجية من دول عربية. كما شارك في الاجتماع كل من الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني. ويشار إلى أنّ السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي تغيبا عن اللقاء. ومن المقرر أن يكون المؤتمر هو المرحلة الأولى نحو عقد مؤتمر سلام في خريف 2016 سيشمل الفلسطينيين والإسرائيليين. وبرر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت تنظيم بلاده المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، كون الحوار المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين ”لا يأتي بنتائج”. وأضاف إيرولت، في تصريحات لإذاعة ”فرانس إنفو” ردا على انتقادات تل أبيب للمؤتمر وتوقعات بفشل المبادرة الفرنسية: ”اليوم كل شيء عالق.. لا نريد أن نحل مكان الفلسطينيين والإسرائيليين، بل نريد مساعدتهم”. ويهدف الاجتماع إلى بحث المبادرة الفرنسية لعملية السلام في الشرق الأوسط وإعادة مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين المتوقفة منذ 2014. وقالت مصادر في واشنطن إن الإدارة الأمريكية لم تتخذ أي قرار للقيام بدور ما ضمن المبادرة الفرنسية وأن كيري لا يحمل في جعبته أي اقتراحات. لكن الجانب الإسرائيلي يعارض المبادرة الفرنسية للسلام وحكم عليها بالفشل. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد عبر عن رفضه لها أمام رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس خلال زيارته المنطقة. وقال نتنياهو في مستهل لقائه بوزير الخارجية الفنلندي، تيمو سويني، ليل أمس، أن هذه المبادرة تسمح للفلسطينيين بالتهرب من المفاوضات المباشرة، وبدوره قال الوزير الفنلندي أن بلاده تعارض مقاطعة اسرائيل ولا سيما نشاط ”البي دي أس”. وكان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، قد قال يوم الخميس إن المبادرة الفرنسية لاستئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين محكوم عليها بالفشل.. فيما اعتبر رنتانياهو أن المبادرة الفرنسية تمنح الرئيس الفلسطيني محمود عباس فرصة للتهرب من المفاوضات المباشرة. وخلال افتتاحه الاجتماع، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنّ ”التغيرات التي طرأت على منطقة الشرق الأوسط أظهرت عدم جدوى وفعالية المساعي السابقة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، داعيا القوى الكبرى للعب دورها في إيجاد تسوية للأزمة. وأعرب عن ذلك قائلا: إن ”المخاطر والأولويات تغيرت. هذه التغيرات تفرض حتمية أكبر لإيجاد حل للصراع وهذه الاضطرابات في المنطقة تخلق التزامات جديدة لإحلال السلام. ويجب أن نثبت ذلك للمجتمع الدولي”. وأضاف الرئيس الفرنسي ”ينبغي أن يضع النقاش حول شروط السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الحسبان المنطقة برمّتها”. وحذر هولاند من استغلال المتطرفين للموقف لملء الفراغات السياسية في المنطقة. نتنياهو يُفضل ”مبادرة السيسي” على المبادرة الفرنسية ونقل إعلام الاحتلال أنّ نتنياهو عقد، مساء الخميس، مشاورات وصفها بأنّها ”مشاورات سياسية – إعلامية”، على ضوء اجتماع باريس أمس، وتقرر خلال الاجتماع، الذي شارك فيه مسؤولون إسرائيليون من وزارة الخارجية ومجلس أمن الاحتلال وهيئة الإعلام الاحتلال، ممارسة ضغوط على عدة دول مشاركة في الاجتماع، من أجل التأكد من عدم اتخاذ وزراء الخارجية قرارات هامة، مثل وضع جدول زمني لمفاوضات مستقبلية بين الفلسطينيين والاحتلال وعدم القيام بخطوات، مثل دعم من جانب مجلس الأمن الدولي لتحريك مفاوضات السلام. وتقرر خلال المشاورات أن تعلن تل أبيب عبر قنوات دبلوماسية وعلنية الأخذ ”بالمبادرة الإقليمية” التي يطرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدلا عن المبادرة الفرنسية. ونقلت ”هآرتس” في موقعها الإلكتروني عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن تل أبيب تعتقد أن احتمالات نجاح مبادرة السيسي أكبر بكثير من احتمال نجاح المبادرة الفرنسية. وفي السياق، دانت جامعة الدول العربية التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في جلسة الكنيست الإسرائيلي بشأن القدسالمحتلة، والتي قال فيها ”أنه لا عودة إلى الواقع الذي ساد مدينة القدس قبل يونيو 1967، ولن نعود إلى ذلك الواقع ولا حاجة لأن نعتذر على وجودنا في القدس وأن مصيرنا مرتبط بها”. وأكدت الجامعة العربية في بيان لها بهذا الصدد أن تصريحات نتنياهو تكشف الموقف الحقيقي لحكومة الاحتلال إزاء عملية السلام، مشيرة بهذا الصدد ألى أن تصريحات نتنياهو السابقة عن إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين كانت للمناورة فحسب، ولإفشال المبادرة الفرنسية، وأن هذه التصريحات تعكس سياسة الاحتلال لفرض الأمر الواقع على القضايا الأساسية التي ستتناولها أية مفاوضات لإحلال السلام ووضع شروط مسبقه، مما يقوض أية فرصة لحل الدولتين. ودعت الجامعة العربية المجتمع الدولي وخاصة الأممالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية للتحرك لإيجاد آلية لإحياء مفاوضات تقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وفي إطار جدول زمني محدد لتطبيق حل الدولتين. وطالبت الجامعة العربية بالتصدي للمراوغات الإسرائيلية الهادفة إلى إفشال أية مبادرة سلام في المنطقة، مؤكدة أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تصاعد وتنامي المزيد من الاضطرابات مما يؤثر سلبا على أمن وسلامة المنطقة والعالم بأسره.