قال الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن الجزائر ليست في بحبوحة مالية، مجددا تمسك الحكومة بقرار اجتماع الثلاثية الأخير والقاضي بتحديد سن التقاعد ب60 سنة، وأكد تقليصه على المهن الشاقة. وأوضح سلال، خلال زيارة عمل قادته إلى ولاية تيارت، أنه من غير المعقول طلب الإحالة على التقاعد في سن الأربعين في الوقت الذي تعدى معدل الحياة بالنسبة للجزائريين 77 سنة، مشيرا إلى أنه من الضروري إعادة الاعتبار لقيمة العمل، وشدد على أهمية تغيير النمط الاقتصادي الوطني دون المساس بالطابع الاجتماعي للدولة، مؤكدا أن للفلاحة دور كبير في تنمية الاقتصاد الوطني، مبرزا أن الإجراءات المتعلقة بإجبار المستوردين بالاستثمار محليا ستشمل أيضا مستوردي الحليب ومشتقاته. وأكد الوزير الأول، على هامش زيارته إلى وحدة إنتاج السيارات للشركة الجزائرية لصناعة السيارات من علامة ”مرسيدس – بنز” بعين بوشقيف، أن قرار الحكومة القاضي بتطوير الاقتصاد الوطني خارج المحروقات والوصول إلى إنتاج كل ما يحتاجه الجزائريون محليا لا رجعة فيه، مذكرا بالإجراءات التي تضمنها قانون المالية لسنة 2016، والقاضية بإلزام كل وكلاء السيارات بالاستثمار محليا، مشيرا إلى أن المخالفين لهذه التعليمة ستسحب منهم رخصة استيراد السيارات في سنة 2017، وقال أن هذا الإجراء الرامي إلى بناء اقتصاد وطني محلي قوي سيتوسع مستقبلا إلى قطاعات أخرى، والمنتوجات واسعة الاستهلاك على غرار الأدوية، مؤكدا أن هذه هي خارطة الطريق التي ستنتهجها الحكومة في توسيع القدرة الإنتاجية الوطنية وهو الحل الوحيد حسبه، للقضاء على التبعية للمحروقات. من جهة أخرى، دعا سلال، خلال تدشينه لملحقة لجامعة ”عبد الرحمن ابن خلدون” ببلدية سوقر، إلى مواكبة تطور قطب الصناعة الميكانيكية، وألح على ضرورة إعطاء أهمية للتكوين العالي في هذ المجال، وأكد على الاهتمام بالجانب الجمالي داخل الجامعة وتمكين الطلبة من وسائل الترفيه، مبرزا خلال إشرافه على تدشين مركز للتكوين المهني والتمهين ببلدية مدروسة، أطلق عليها إسم ”سبع أحمد”، ضرورة تكييف الشعب المقترحة في التكوين المهني لسد حاجيات التنمية المحلية من اليد العاملة وفق خصوصيات المنطقة. وشدد الوزير الأول خلال إشرافه على وضع حجر الأساس لإنجاز مشروع مصفاة لتكرير البترول بالمنطقة الصناعية البتروكيماوية بسيد العابد بالسوقر، على ضرورة ربح الوقت خلال فترة إنجاز هذه المصفاة لدخول مرحلة الإنتاج على الأقل قبل 6 أشهر من الآجال المحددة لها في سنة 2020. واختتم سلال، زيارة العمل التي قام بها لولاية تيارت، بتفقد موقع المركب المستقبلي لتركيب السيارات بالمنطقة الصناعية زعرورة، الذي سينتج أول سيارة من علامة ”هيونداي” في أول نوفمبر المقبل، بطاقة إنتاجية تقدر ب30 ألف سيارة سنويا في مرحلة أولى، أين أوصى الوزير الأول بالوصول إلى نسبة 40 بالمائة من الإندماج في ال5 سنوات الأولى بعد دخول المصنع مرحلة الإنتاج، بدلا من 15 بالمائة المقررة.