لم يحقق الاجتماع التشاوري بين أعضاء الحوار السياسي الليبي المنعقد في تونس، برعاية الأممالمتحدة، أي تقدم، وسط مخاوف دول الجوار من فشل المفاوضات حول سبل إنشاء جيش ليبي موحد، وأن يتطور الأمر إلى حرب أهلية في البلاد. وبحث الاجتماع المنعقد على مدى يومين ”التطورات في ليبيا والعقبات التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي”، حيث أكد مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، بتونس، أن المخرج الوحيد لأزمة ليبيا يبدأ بتشكيل جيش موحد، وتابع بحسب الترجمة الرسمية لتصريحاته، أن ”جميع مشكلات ليبيا الآن مرتبطة بالوضع الأمني، والمخرج الوحيد هو وجود جيش ليبي موّحد يكون تحت قيادة المجلس الرئاسي، وفق ما جاء في الاتفاق”، مشددا على أنه ”لا يمكن أن تكون ليبيا موحدة وبها عدة جيوش”، وقال انه على الليبيين تحديد هيكلية الجيش ومن يقوده، وهو أيضا قرار بيد الليبيين وليس من خصوصيات المجتمع الدولي، حسب قوله. وإضافة للملف الأمني والعسكري، أوضح كوبلر أن الاجتماع ناقش عددا من القضايا المهمة في البلاد كالجانب الصحي والاحتياجات الأساسية للمواطنين مثل التيار الكهربائي والسيولة، وواصل أن ”هناك اجتماعا في تونس، بين أعضاء المجلس الرئاسي وأعضاء الحوار السياسي، وأيضا لقاء بين أعضاء الحوار السياسي وهيئة صياغة الدستور”. ولفت المبعوث الدولي إلى أن ”فترة الاتفاق السياسي الليبي مؤقتة جدا، عامان على أقصى تقدير، وبعدها يجب أن يكون هناك دستور”، مذكرا أن سلطنة عمان دعت أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور لمناقشته، والآن مشروع الدستور مطروح على الطاولة، ومن المهم أن يطلع أعضاء الحوار السياسي الليبي على الدستور، مضيفا أن ”هناك اجتماعا في تونس بين المجلس الرئاسي وبين الأطراف الأمنية الفاعلة في ليبيا، حول كيف يكون هناك جيش ليبي موحد”. وجدد المبعوث الدولي التأكيد على رغبته في لقاء اللواء خليفة حفتر، قائد القوات الموالية للحكومة غير المعترف بها التي تسيطر على مناطق في شرق البلاد، وقال انه ”أريد أن أقابل الجنرال حفتر، وأرى وأتفهم موقفه، كل أسبوع أتصل به لأحدد موعدا، حتى الآن هو لم يوافق على مقابلتي”. وكان أطراف النزاع الليبي قد وقعوا في ديسمبر في منتجع الصخيرات بالمغرب، اتفاقا برعاية الأممالمتحدة، انبثقت عنه حكومة الوحدة الوطنية التي تتمركز منذ 3 أشهر في العاصمة طرابلس، وتحاول توسيع رقعة نفوذها لتشمل سائر أنحاء البلاد، ولكنها تصطدم خصوصا بممانعة من حكومة موازية تتخذ من الشرق مقرا لها.