وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان"، يوم أمس، على تمديد حالة الطوارئ في البلاد لستة أشهر أخرى، على خلفية الاعتداء الذي شهدته مدينة "نيس" وخلّف 84 قتيلا وعشرات الجرحى. وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قد أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة البرتغالية لشبونة يوم الثلاثاء، استعداده لتمديد حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر. وتبنى النواب مشروع القانون برفع الأيدي، فيما أحيل المشروع إلى مجلس الشيوخ الذي ناقشه في وقت متأخر أمس. وفي السياق، شدّد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، في كلمة ألقاها أمام النواب، على أن على بلاده أن تتوقع حدوث "اعتداءات أخرى، ومقتل أبرياء آخرين". وقال فالس "رغم صعوبة التصريح بهذه الكلمات، أرى أنه من واجبي أن أفعل ذلك، ستكون هناك اعتداءات أخرى، وسيقتل أبرياء آخرون، علينا ألا نعتاد على الأمر أبدا، ولكن أن نتعايش مع هذا التهديد والتصدي له". ومع تمديد حالة الطوارئ ستة أشهر، أقر النواب مشروع القانون بالكامل، الذي يتضمن إجراءات مثل إعادة العمل بعمليات التفتيش دون ترخيص قضائي، ومصادرة المعطيات المعلوماتية من أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة والاطلاع عليها. وكانت الحكومة بصدد تمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر فحسب، في خطوة وصفها فالس بأنها رد قوي على الإرهاب. وفي شأن ذي صلة، أعنت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان مقتضب، يوم أمس، مقتل 3 من جنودها فى ليبيا كانوا ينفذون مهمة خاصة هناك. وقال البيان "يأسف وزير الدفاع جان إيف لودريان لفقدان ثلاثة من صف الضباط توفوا خلال مهمة خاصة في ليبيا". ولم يعط البيان مزيدا من التفاصيل. وأفاد الرئيس هولاند بأن العسكريين الثلاثة كانوا ينفذون "عمليات استخباراتية محفوفة بالمخاطر". وأضاف هولاند في كلمة خلال زيارة لمركز تدريب للشرطة، أن العسكريين لقوا مصرعهم في حادث مروحية كانوا على متنها. وأشار هولاند إلى أن "ليبيا تعاني من عدم استقرار خطير، وهي تقع على بعد بضع مئات الكيلومترات من الجانب الأوروبي، نحن نقوم بعمليات استخباراتية محفوفة بالمخاطر، فقد فيها 3 من جنودنا حياتهم في حادث مروحية". وكانت وسائل إعلام قد نقلت في وقت سابق مصرع جنديين من القوات الفرنسية الخاصة، الأحد الماضي، إثر إسقاط مسلحين ببنغازي مروحية كانا يستقلانها. من جانبها، ذكرت صحيفة "لو باريزيان" الثلاثاء أن ميليشيات متطرفة أسقطت مروحية كان على متنها جنديان قرب مدينة بنغازي شرق ليبيا. وأعلنت ميليشيا "سرايا الدفاع عن بنغازي" مسؤوليتها عن الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت إن المروحية التي أسقطت "تابعة لقوات معادية". وقالت تقارير إعلامية إن "صاروخا أرض - جو" استهدف المروحية. ورفضت حينها وزارة الدفاع الفرنسية التعليق على هذه المعلومات معتبرة إياها سريّة. ومن جهته، نفى آمر غرفة العمليات العسكرية في بنغازي، العميد عبدالسلام الحاسي، خبر مقتل الجنديين الفرنسيين. وقال الحاسي لفضائية عربية: "لا صحة لهذه الأنباء جملة وتفصيلاً"، وأكّد "عدم مشاركة قوات أجنبية الجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب". وأشار الحاسي إلى مقتل عسكريين ليبيين إثر سقوط مروحية في منطقة المقرون غرب بنغازي استهدفتها "ميليشيا تابعة لتنظيم القاعدة". وراجت معلومات خلال الشهور الماضية عن دعم فرنسي لقوات حفتر في قتالها ضد خصومها في بنغازي، وإقامة غرفة عمليات مشتركة في قاعدة بنينا الجوية، يشرف عليها ضباط فرنسيون لتوجيه قوات حفتر على الأرض.