أقال رئيس جنوب السودان، سلفا كير، نائبه رياك مشار من منصبه على إثر مواجهات مسلحة بين أنصارهما في العاصمة جوبا، وخلفت 300 قتيل على الأقل. وعيّن سلفا كير، أمس الاثنين، وزير المعادن، الجنرال تابان دينغ، المحسوب على جماعته الإثنية، نائبا أول له خلفا لنائبه وخصمه ريك مشار، في خطوة قد تقوض اتفاق السلام الذي أبرم العام الماضي وتعيد إشعال الحرب في البلاد. وحذر أنصار مشار من نشوب حرب أهلية جديدة في البلاد، في ظل استمرار هجمات قوات سلفا كير على مراكزهم. وكشف المتحدث باسم الحركة، مناوا بيتر جاتكوث، من مقر إقامته بالعاصمة الكينية نيروبي، عن إجرائهم اتصالات بمنظمة "إيغاد" التي تقود جهود الوساطة وبشركائها والترويكا، من أجل إطلاعهم على مخطط إبعاد مشار من منصبه. وأضاف جاتكوث: "لقد دعونا كل تلك الجهات للضغط على الحكومة لإيقاف هذه العملية، وكذلك هجمات قوات الرئيس سلفا كير على قواتنا وإلا سندخل في حرب شاملة للدفاع عن أنفسنا". ورأى أن الوزير دينغ سيواصل مخططه بمساعدة الحكومة، لعقد مؤتمر باسم الحركة الشعبية المعارضة لتنصيب نفسه "رئيساً لها ليعمل مع الرئيس سلفا كير على تنفيذ اتفاق السلام". وتجدد القتال في جنوب السودان مطلع جويلية الجاري وأوقعت الاشتباكات نحو 300 قتيل وشردت 42 آلفا آخرين. وأثناء المواجهات حاصرت قوات سيلفا كير أنصار مشار، وقتلت عددا كبيرا منهم. وغادر مشار جوبا، مطالبا بنشر قوات محايدة لحفظ السلام لضمان سلامته. وفي السياق، دعا كل من المبعوث الأمريكي السابق للسودان وجنوب السودان السفير برنستون ليمان كبير مستشاري رئيس معهد الولاياتالمتحدة للسلام، وكيت المكويست، مدير مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية الذي شغل منصب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية في السودان وجنوب السودان في الفترة من 2006 إلى 2007، إنّ كلا من كير ومشار فشلا في إدارة دولة جنوب السودان ويجب إبعادهما عن السلطة بلا رجعة. وخطّ الرجلان مقالاً مشتركاً نشرته صحيفة الفاينشيال تايمز، قالا فيه إن السلطة الحالية في جنوب السودان فشلت في القيام بأدنى مسؤولياتها كدولة ذات سيادة، وتوقعا تصاعد الحرب والمذابح في الدولة الفتية إذا ما استمر كير ومشار في السلطة.