توافد عدد كبير للمصطافين والسياح على شواطئ الولاية جيجل خلال الشهر الجاري، وسط فشل ذريع لحملة المقاطعة التي نادت بها بعض الأطراف في شبكات التواصل الاجتماعي بحجة غلاء أسعار كراء الشقق والخدمات المقدمة ومختلف المواد التي يحتاجها الزوار في حياتهم اليومية بالولاية بعد الإجراءات الردعية التي قامت بها السلطات الولائية، والتي انتهت بتشميع وغلق أغلبية الفنادق والمخيمات. كان هذا التوافد الكبير قد تزامن مع النقص الكبير للمرافق السياحية في جيجل، وفي الوقت الذي يتضاعف عدد السياح والمصطافين القادمين من داخل وخارج الوطن والمتوافدين على مختلف شواطئ عاصمة الكورنيش ومناطقها السياحية الجميلة، على غرار المكان المسمى الجزيرة في العوانة، تشهد بعض المشاريع التنموية ذات الطابع السياحي التي انطلقت بها أشغال الإنجاز منذ سنوات طويلة تأخرا كبيرا، كميناء الصيد والتنزه الذي لاتزال أشغاله تراوح مكانها. وحسب بعض المتتبعين والمهتمين بالشأن السياحي بالولاية، فإن جيجل التي حباها الله بطبيعة ساحرة لاتزال إلى يومنا هذا غير مستغلة بالقدر الكافي والمناسب لإمكانياتها العذراء نظرا لقلة المرافق السياحية وانعدام المنتجعات السياحية، ناهيك عن الإجراءات المتخذة المتعلقة بغلق وتشميع مختلفة لبعض الفنادق والمخيمات الصيفية لعدم احترامها لدفتر الشروط والقوانين المعمول بها.. ليجد المصطافون أنفسهم أمام جشع الخواص الذين يقومون بكراء بيوت للمصطافين بأسعار خيالية لا تقل عن 4000 دج لليلة الواحدة في أحسن الأحوال، وبطريقة فوضوية بعيدا عن رقابة السلطات المعنية بقطاع السياحة، فلا المواطن المصطاف مرتاح لمثل هذه الأسعار ولا الدولة تضمن مداخيلها من مثل هذه التعاملات اللاشرعية. ليبقى السماسرة يغردون في ميدان السياحة لوحدهم بلا حسيب ولا رقيب يملؤون جيوبهم على حساب مواطنين متواضعين فروا من جحيم درجة الحرارة المرتفعة في ولاياتهم الداخلية والجنوبية خلال هذا الصيف الحار ليصطدموا بواقع مزري آخر ينتظرهم، حيث غالبا ما تكون أرصفة شوارع البلديات الساحلية لولاية جيجل مرتعهم في ظل غلاء الأسعار وقلة المرافق السياحية.