بدأ الفلاحون منذ عشرة أيام في ولاية ميلة بجني محصول التجربة الأولى لزراعة الطماطم الصناعية بالولاية، حيث تم إدخال هذه الشعبة مؤخرا من قبل مديرية المصالح الفلاحية كتجربة تمت زراعتها على ضفاف وادي الرمال، تحسبا لدخول محيط السقي بالتلاغمة والذي يغطي ما يفوق الأربعة آلاف هكتار. وأفاد حسب مصدر مسؤول بالمديرية اعتبر أن متاعب التسويق التي بدأ يشتكي منها الفلاحون طبيعية في البداية، مشيرا إلى اتفاقية مع مصنع تحويل بشلغوم العيد لتسويق كامل منتوج الطماطم الصناعية. وأضاف المصدر بأن المساحة التي تم زرعها بالطماطم الصناعية فعليا في ولاية ميلة هي ستون هكتارا وينتظر تحقيق مردود ما بين ستمائة إلى ثمانمائة قنطار في الهكتار. وكشف لنا أحد الفلاحين (ز.ن) وهو شاب من ميلة أنه اختار هذا العام زراعة الطماطم الصناعية على قرابة العشرين هكتارا بدوار البيدي على حافة وادي الرمال مقدرا أن منتوج هذا العام لا يرقى للتوقعات التي انتظرها، بحيث يصل مردود الهكتار الواحد إلى قرابة الأربعمائة قنطار، وأوضح أن سعر البيع المعروض من قبل مصنع «لاتينا» لإنتاج الطماطم المصبرة وهو 8 دنانير للكيلوغرام الواحد يضاف إليها 4 دنانير كمنحة إنتاج يقل عن مبلغ التكلفة المقدرة بخمسة عشر دينارا لتغطية جميع مصاريف إنتاج الكيلوغرام الواحد دون حديث عن الفائدة ومجهود الفلاح. واستطرد محدثنا أن الأعباء التي تقع على عاتق منتج الطماطم تبدأ من عملية التشتيل التي تتمثل في تكييف الشتلات مع الوسط (التربة والمناخ) الذي تزرع فيه أعباء الأسمدة و أدوية الحشائش الضارة والحشرات، بالإضافة إلى الفيتامينات ذات الكلفة العالية، انتهاء باليد العاملة في مختلف المراحل وصولا إلى الجني والتي تفوق تكلفتها في اليوم الواحد الألف ومائتي دينار يرفع كثيرا من تكلفة الإنتاج. من جهته، أكد مصدر مسؤول بمديرية المصالح الفلاحية في رده على إشكالية التسويق أنه من أجل ضمان توجيه المنتوج إلى مكانه الأنسب تم توقيع اتفاقية يلتزم بموجبها مصنع خاص للطماطم المصبرة بشلغوم العيد بأخذ كامل محصول الطماطم الصناعية من المنتجين لتحويله صناعيا. وعن السعر، أوضح محدثنا أن المنتجين يبحثون دائما عن أفضل الأسعار وفي حال وجدوا أفضل مما يعرضه المصنع لدى التجار والخواص على مستوى السوق فالأكيد أنهم لا يرضون بسعر المصنع، كما أن زراعة الطماطم الصناعية بميلة تعرف أول تجربة لها على مساحة ضئيلة مقارنة بالشعب الأخرى، فمن البديهي -حسب ذات المسؤول- أن تكون هناك عوائق ومشاكل رغم التوجيهات والإرشادات التي تقدمها مصالح الفلاحة التي ستؤخذ بالحسبان لتفاديها في المواسم المقبلة. وعبر المسؤول عن تفاؤله بمستقبل زراعة الطماطم الصناعية بميلة قائلا أن هناك ما يبشر بالخير في الأفق القريب، خصوصا مع بداية النشاط بقطب الصناعات التحويلية الغذائية على مستوى بلدية أولاد خلوف.