عبر عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، عن دعمه لمنح الحكومة الفرنسية مهمة تسير مؤسسة الإسلام بفرنسا، إلى الاشتراكي جون بيار شوفانمون، قناعة منه أن المهمة الأولى للمؤسسة ذات طابع عمومي وتقديم المساعدة للجالية المسلمة وليس تكوين الأئمة مثلما يتصور البعض. وأضاف عميد مسجد باريس في رده على منتقدي منح مهمة تسيير المؤسسة الإسلامية لجون بيار شوفانمون، أن مؤسسة الإسلام بفرنسا ليس لها مهمة بناء المساجد أو تمويل النشاطات الإسلامية، وإنما محاولة تقديم مساعدة جمهورية للجالية المسلمة في نشاطاتها الثقافية والاجتماعية والتعليمية، ومن هذا المنطلق فإن الهدف الديني مستبعد. وجاء تصريح دليل بوبكر، بمناسبة الزيارة التي قام بها، مسؤول المكتب المركزي للأديان بوزارة الداخلية الفرنسية، أرنو شوماس، للجزائر، حيث أوضح أن المؤسسة ذات منفعة عمومية، عكس ما يتصوره البعض، وتابع أن المؤسسة ذات طابع تربوي وثقافي وهي تابعة للجمهورية للتعريف بالثقافة والحضارة الإسلامية وتشجيع البحث والمعرفة وإدخال العلوم الإسلامية مجددا إلى الجامعة. وقد صرح مسؤول المكتب المركزي للأديان بوزارة الداخلية الفرنسية أرنو شوماس، بمناسبة زيارة عمل قادته إلى الجزائر العاصمة، أن الحكومة الفرنسية تعمل بأكبر قدر من الصرامة ضد كل الأعمال والتصريحات المعادية للمسلمين، وهذا بعد موجة الإسلاموفوبيا التي أحدثتها عملية حظر ارتداء البوركيني هذه الصائفة وما عقبها من ردود فعل إلى أن ألغى مجلس الدولة الفرنسي القرار المثير للجدل. وفي رده على سؤال يتعلق بصاحب مطعم فرنسي طرد سيدتين محجبتين من مؤسسته تقع بترومبلاي في فرنسا، مستعملا عبارات عنصرية، أوضح المسؤول الفرنسي أن "هناك عملا يتم مع الجمعيات ولجنة وزارية مشتركة في هذا الخصوص"، وقال أن الفرنسيين من الديانة الإسلامية لديهم نفس الحقوق كغيرهم ولهم حرية التنقل والتعبير، وهو التصريح الذي تشكك فيه تقارير المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا الذي سجل عدة خروقات في هذا المجال. وأضاف المتحدث أن الحكومة والمقاطعات تقوم بكفاح يومي في أرض الميدان، وكذلك المندوب الوزاري المشترك لمكافحة العنصرية من أجل السهر على عدم حدوث اعتداءات على المسلمين. وتجدر الإشارة إلى أنه للأول مرة في فرنسا توكل مهمة تسيير مؤسسة دينية إسلامية لرجل غير مسلم، أي لا يمثل المجموعة التي تمثل المؤسسة، وهو خيار وضعته باريس في صلب خططها الخاصة بمكافحة الإرهاب، سيما بعد هجوم نيس الأخير.