خطة الجزائر لاجتثاث التطرف منذ التسعينات أكسبتها ثقة الخارج
كلف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، الائمة والمرشدات الذين تم انتدابهم لتمثيل الجزائربفرنسا وعددهم 61 إماما منهم ثلاث مرشدات، بمهمة مسح الصورة القاتمة التي ألصقت بالإسلام بسبب الإرهاب وإرجاع الصورة الحقيقية للإسلام، ليس بالخطاب فقط ولكن بالسلوك والمعاملة والتواصل. وقال الوزير خلال افتتاحه لليوم التكويني لفائدة 61 إماما من بينهم ثلاث مرشدات، منتدبين إلى فرنسا، إن الجزائر تنتظر من هؤلاء المنتدبين أكبر من مجرد الانتداب، لكن "العمل في مساجد فرنسا على تحسين صورة الإسلام في زمن أصبح فيه الإسلام يتهم ظلما بأنه هو سبب الإرهاب ويتهم أيضا بأنه دين التخلف وضد القيم والمبادئ "، مضيفا أن الجزائر لم تفوت أية فرصة للتذكير بأنها بلد مسلم وتعتز بذلك وأن إسلامها معتدل ووسطي يرفض التشدد والعنف والتطرف. ودعا محمد عيسى، الأئمة الذين سيستفيدون من تكوين على مستوى 15 جامعة فرنسية، للاندماج في "المشروع الحضاري الذي بدأناه بوعي في أرض الجزائر والذي نفتخر بأن تقاسمنا السلطات الفرنسية اهتمامنا"، معتبرا أن الجانب الفرنسي يثق في الخطة التي تنتهجها الجزائر من خلال وزارة الشؤون الدينية في مجال اجتثاث والوقاية من التشدد، وهو التصريح الذي أدلى به بحضور ممثل المكتب المركزي للأديان بوزارة الداخلية الفرنسية، أرنود شوماس وعميد مسجد باريس، دليل بوبكر، حيث أكد وزير الشؤون الدينية والاوقاف أن أئمة الجزائر استطاعوا في التسعينات تكوين "جدار ضد التطرف وأصبحوا اليوم كفاءات متمكنة من الوقاية من هذا التطرف". من جهته، قال أرنود شوماس إن الحكومة الفرنسية ترد بصرامة على أعمال العنصرية والكراهية ضد المسلمين، وأنها لا تهون من مثل هكذا أفعال، وأكد المصدر في تصريح على هامش اليوم التكويني للأئمة المنتدبين في فرنسا في رده على حادثة طرد مسلمات محجبات من أحد المطاعم الفرنسية وتوجيه عبارات عنصرية لهن، أنه تقرر متابعة العامل قضائيا لرد الاعتبار للمسلمات، حيث تعمل لجنة وزارية بالتنسيق مع الجمعيات على محاربة الأعمال العنصرية اتجاه الجالية المسلمة في فرنسا، وقد نتج عن هذا التنسيق تراجعا في هذا النوع من الأفعال خلال السداسي الأول من السنة الجارية، حسب المسؤول الفرنسي، والذي شدد على أن الفرنسيين المسلمين يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها الفرنسيون من ديانة أخرى، خاصة فيما تعلق بحرية التعبير والتنقل. أرنود شوماس، اعتبر أن محاربة العنصرية "معركة يومية وميدانية"، حيث تسهر الحكومة والمسؤولين المحليين على منع الاعتداءات على المسلمين أيا كان نوعها. وفي السياق وصف المسؤول الفرنسي قرار تعيين جون بيار شوفينمان وزير الداخلية الأسبق على راس منظمة أعمال الاسلام في فرنسا أنه "قرار ذا مصلحة عامة "، حيث تتكفل المنظمة بملفات التربية والثقافة والحضارة الإسلامية وتشجيع البحث العلمي من أجل إدخال الاسلام في المنظومة الجامعية، أي في التعليم العالي. وأوضح عميد مسجد باريس دليل ابوبكر في حديثه عن المنظمة الجديدة التي ستعنى بمسألة الإسلام في فرنسا أن الأمر لا يتعلق ببناء مساجد في فرنسا أو تمويل الأنشطة الإسلامية، لكن أبعد من ذلك هو مد يد العون للجالية المسلمة في نشاطاتها الثقافية والاجتماعية والتعليمية، ملخصا بالقول إن المنظمة ليست هدفا دينيا.