صرّح أوّل أمس، وزير الداخلية الفرنسي الأسبق جون بيار شوفانمون، أنّه يتوقع مستقبلا أفضل للعلاقات بين فرنساوالجزائر على المدى البعيد على الرغم من الملفات العالقة ما بين البلدين، مفضّلا عدم تشخيص فتور العلاقات والتطرّق للملفات الحسّاسة باستثناء مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون منع البرقع الذي اعتبره »صائبا«، كون »كشف الوجه من التهذيب زيادة على أنّ وضع البرقع ليس من العادات الإسلامية«. فضّل شوفانمون، عدم التغريد خارج السرب من خلال المحاضرة التي ألقاها مساء أوّل أمس، بالمركز الثقافي الفرنسي بوهران بحضور دبلوماسيين وشخصيات هامّة وأساتذة جامعيين وباحثين، حيث خاض في محاضرته التي دارت حول »الديمقراطية والديانة واللائكية« في عدّة مواضيع تتعلّق بحوار الأديان والثقافات، مستشهدا بعدّة مفكّرين أمثال جيلبرت بخصوص عدم إمكانية فرض الثقافة بالقوّة. شوفانمون المحاضر طغى على شوفانمون السياسي من خلال تعامله بحذر مع مختلف الملفات التي وصفها ب»الحسّاسة«، معتبرا »الدين الإسلامي حسّاس كذلك، والمسلم مؤثر في العالم بتواجد أزيد من مليار و200 مسلم«، مؤكّدا على ضرورة الرجوع إلى المنطق وتوسيع النقد حسب ما دعا إليه الرسل من قبل، مستدّلا باجتهادات المفكّر محمد أركون وابن خلدون، وقبلهما الأمير عبد القادر، الذي قال عنه أنّ »فرنسا كانت تحترمه على الرغم من مقاومته الشرسة«، مضيفا أنّ »الصراع لا بّد أن يكون من أجل الحصول على الاستقلال وهو ما حدث في الحروب التي شهدها القرن التاسع عشر بظهور الإمبراطوريات الاستعمارية وكذا حروب القرن العشرين، في إشارته إلى حرب الخليج وكذا الحرب الأمريكية على العراق واصفا موقف الرئيس أوباما من الحرب بالصائب والإيجابي. وفي خضّم تلميحه للعلاقات بين فرنساوالجزائر والملفات الحسّاسة التي لم يذب عنها الجليد، فضّل شوفانمون طرح تصوّره حول اللائكية والديانة، متحدّثا عن الديانات الثلاثة القديمة. وعن الإسلام والكنيسة الكاثوليكية على وجه التحديد، التي تحاول الرجوع إلى الواجهة وفرض سيطرتها حينا بعد حين معتبرا ذلك من طبيعتها. أمّا عن الإسلام فقال أنّ المساجد منتشرة بالمدن الفرنسية، على غرار مسجد باريس، من بينها المدينة التي يقيم فيها )بلفور(، ولا حديث عن التمييز العنصري أو العرقي أو الديني، مؤكدا أن »اللائكية تحترم جميع الأديان وتحرص على الحرية والمساواة بين الجميع.. ما بين الرجل والمرأة، ما بين المسلم وغير المسلم«، مصرّحا أنّه مؤيّد للقانون الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي حول منع ارتداء البرقع في الأماكن العمومية، مؤكدا أنّه »ليس من العادات الإسلامية وإنّما موروث عمّا قبله، إضافة إلى أنّه من التهذيب أن يكشف المرء وجهه«. وعن مستقبل العلاقات بين فرنساوالجزائر، قال جون بيار شوفانمون أنّه يتوقّع أن تكون أكثر إيجابية في المستقبل وعلى المدى البعيد ولن يكون ذلك إلاّ بطيّ صفحة الماضي. وحام الوزير السابق الذي تقلّد عدّة وزارات، حول قانون سحب الجنسية من الأجانب من دون أن يحدّد موقفه، مصرّحا بأنّ فرنسا يتواجد بها أزيد من مليون جزائري إضافة إلى 2 مليون ولدوا في فرنسا وحصلوا على الجنسية الفرنسية. جون بيار شوفانمون 73 سنة، سبق وأن زار الجزائر سنة 1999، قال بأنّه التقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و»سعيد بتطوّر العلاقات ما بين البلدين«، كما سبق وأن قضى فترة خدمته العسكرية بمستشفى سيق بمعسكر التي ينوي زيارتها وكذا وهران التي قال عنها أنّها ولاية عريقة وحديثة.