"لم يستطع المتطرفون نشر أفكارهم النازعة إلى الإرهاب وسط المجتمع المصري وذلك لقوة الثقافة العامية التي واجهت التطرف"، هذا ما لخص به الدكتور محمد عبد الفتاح ندوته حول موضوع "الثقافة المصرية في مواجهة التحديات". وقال محمد عبد الفتاح أن اللغة العامية المصرية لغة مدينة بامتياز وهذه اللغة عندما تتداخل مع الدين وفق الوسطية بعيدا عن التطرف والتشدد مع حركية اللغة العامية أدت لتكون حائطا صد لقدرة هذه الجماعات من التغلغل واختراق اللغة العامية، مضيفا أنه ثمة ميزة كبرى للعامية المصرية وهو ميلها للفكاهية وطابع السخرية، معتبرا في ذات السياق أن اللغة الدينية واللغة المدنية تلقى قبولا شعبيا وهذا التهجين يخفض التوتر رغم بعض الآثار السلبية لهذا التهجين. وأضاف محمد عبد الفتاح أن الثقافة المصرية متمددة وساكنة في وجدان الإنسان المصري، الذي يملك جزءا كبيرا من الإدراك والوعي، مضيفا أن هذا يعكس قوة المجتمع المصري والمجتمع المدني رغم تمدد ظاهرة ترييف المدن، كما أن المثقف المصري، حسب عبد الفتاح، أخذ موقفا من الأنظمة المتسلطة، على غرار الفاشية والنازية وكان ضد الشمولية والتسلطية ودفع بعض المثقفين المصريين ثمن ذلك غاليا. واعتبر محمد عبد الفتاح أن المصريين يملكون تراثا نقديا كبيرا، وهناك الكثير من الدراسات البحثية والتحليلية، سواء عبر الكتاب أو الدراسات الموضوعية على الصعيد المعلوماتي والتحليلي لحالة الدين في مصر، سواء الاحتفالات الدينية، الخطاب الديني وغيرها، مضيفا في السياق ذاته أن الدولة استعملت دور المثقفين النقدي في نقد أطروحات المتطرفين الذين ينزعون إلى الإرهاب. وقال المتحدث أن المثقفين دعموا مؤسسة الأزهر، رغم بعض الشروخ، وصدرت بهذا الشأن ثلاث وثائق، أتاحت التوافق بين المثقفين وشيوخ الأزهر الشريف، كما قامت الدولة المصرية بدور كبير في هذا الموضوع، من خلال ما قامت به الهيئة المصرية العامة للكتاب عبر إتاحة الحوار في معارض الكتاب بين المثقفين والرموز الدينية، وهذا ما جعل الطبقة المثقفة تتصدى للفكر المتشدد، مضيفا أن الهيئة كذلك أصدرت سلسلة من الكتب تنتقد التوجه الإسلامي المتشدد، قائلا أن كل الفنون لعبت هي الأخرى دورا في إحداث توازن في الثقافة المدنية والثقافة هي التي تولد أدوات مقاومتها لأفكار تحاول تغييب هويتها.