كشف محمد سلماوي، رئيس الوفد المصري في صالون الجزائري الدولي للكتاب، أن الجزائر ستكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 2018، وذلك خلال تكريمه من طرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي. وعلى صعيد نشاطات الصالون الدولي للكتاب في طبعته ال 21، تناولت منصة "الإعلام والثقافة، جنبا إلى جنب أم وجها لوجه؟"، يوم الخميس بقاعة السيلا، إشكالية العلاقة بين الإعلام والثقافة، وهل هما في تعايش أو تضاد، حيث نشط اللقاء كل من الكاتب والصحفي سعيد خطيبي، الأستاذ بلقاسم مصطفاوي، والإعلامي سعد بوعقبة. تطرق الإعلامي سعد بوعقبة، خلال مداخلته، لتجربته الصحافية في سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كرئيس تحرير ليومية الشعب، وأوضح أن القسم الثقافي كان في مشاكسة مستمرة مع باقي الأقسام، نتيجة الأهمية التي كانت تولى أكثر للشق السياسي والرياضة والتحقيقات، بالرغم من أن الفريق الثقافي كان يضم خيرة الأقلام، لأنهم كانوا من رجال الثقافة من شعراء وكتاب وسينمائيين ومسرحيين. وذكر بوعقبة أن الصفحات الثقافية كانت دائما ضحية الحذف في حال وجود الإشهار، أو فائض في الأخبار الوطنية، موضحا أن المقالات كانت موازية لخطاب الجرائد، وأن قاعات التحرير كانت تشهد نقاشات غير معلنة، تتناول نقدا حادا للإصدارات الأدبية وروايات بعض الأسماء كبوجدرة وطاهر وطار، إضافة إلى التوتر الذي كان بين دعاة التجديد في الشعر والمتمسكين بالمقفى. وتكلم سعد بوعقبة عن دور وسائل الإعلام السمعية البصرية أنذاك لما كانت تؤدي دورها في الإشعاع الثقافي، عبر حصص ضمنت البعد التربوي، التعليمي، والثقافي للأطفال، كالحديقة الساحرة، وبين الثانويات. من جهته، تناول الأستاذ بلقاسم مصطفاوي، في مداخلته، علاقة الثقافة بالوسائط الاتصالية الحديثة التي وصفها بآلة الصناعة الثقافية التي كسرت القوالب المتعارفة، وخلقت ما يسمى بالعدوى الثقافية، لسرعتها في نشر المعلومة والإبداعات على أوسع نطاق. كما أكد مصطفاوي أن الثقافة متواجدة في قلب أي مجتمع، والإعلام يعمل على إبراز أحسن ما في الفرد وإنسانيته، مهما كان دينه، عرقه، أو لسانه، فوسائل الإعلام حسبه هي المدرسة الثانية بعد المدرسة الكلاسيكية. من جهة أخرى، أرجع الكاتب والصحفي سعيد خطيبي، سبب ما وصفه بورطة الصحافة الثقافية إلى الجيل السابق، فحسبه منذ سنة 1962 والى غاية التسعينات، لم ينشر أي مقال عن شاعر جزائري واحد في الصحف الوطنية، وتساءل المتدخل عن تراجع اهتمام المواطن العربي بالثقافة رغم انتشار العديد من المواقع الثقافية، ما يعطي الانطباع، حسبه، أن الإعلام لم يصل بعد إلى مرحلة إقناع المتلقي، وقال أن الثقافة أضحت سلعة لابد من استهلاكها، موضحا أن الصحافة هي جزء من عملية إبداعية، عليها أن تخاطب كافة الشرائح دون تمييز.