طمأن الأستاذ بلقاسم مصطفاوي من المدرسة العليا للصحافة بأن فتح المجال السمعي البصري من شأنه أن يعزز مكاسب استقلال الجزائر خاصة وأنها تحتفل بالخمسينية فالتحولات العالمية تفرض علينا التكيف مع التحولات العالمية وخاصة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي وتعزيز الروابط الاجتماعية. واعتبر مصطفاوي أن إصدار المراسيم التطبيقية للسمعي البصري سيفتح المجال للكثير للإبداع وإبراز الكثير من المقومات الثقافية موضحا بأنه أطلع على دراسة قام بها معهد «بانوس» الفرنسي مع الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أكدت على أهمية وسائل الإعلام في ترقية الخدمة العمومية التي تبقى أهم شيء تقدمه وسائل الإعلام. ورفض المتحدث التركيز على الجوانب التاريخية لإبراز قدرات الجزائر مشيرا بأن النظر للمستقبل من شانه أن يفتح المجال للأجيال القادمة لإبراز قدرة الجزائر على التطور. وقال المتحدث بأن فتح المجال السمعي البصري تحصيل حاصل لانتشار الأنترنت والوسائط الاتصالية الحديثة مبددا أية مخاوف من التبعات لهذه الخطوة التي ستكون مكسبا حقيقيا ضاربا مثلا بما حدث في الانتخابات المحلية الأخيرة لفضح المتجاوزين ولنا أن نأخذ العبرة مما حدث فكل من تسول نفسه له التزوير وعند مشاهدة الفيديو سيقرأ حسابات كثيرة قبل الشروع في عمليات التزوير. ودعا المتحدث في مداخلة أن التركيز على النوعية في البرامج كفيل بأن ينجح فتح السمعي البصري بالإضافة إلى الذهاب إلى ابعد مناطق الجزائر لنقل الواقع والتقاليد والتنوع الثقافي في سياق تجسيد حق المواطن في الإعلام والعمل على أن نكون دائما في القمة. وحذر مصطفاوي من استغلال القنوات السمعية البصرية لتحقيق الثروة والانحراف عن المبادئ التي أنشأ من أجلها الإعلام محذرا من تجربة الصحافة المكتوبة التي أغرقت الساحة الإعلامية بأكثر من 100 عنوان وطني وهو ما جعل الصحافة الوطنية تتميع فالدول المتقدمة والأكثر ديمقراطية تكتفي ب 10 عناوين وطنية والأخرى كلها جوارية. وطالب في سياق متصل من المؤسسات الإعلامية الناشطة في السمعي البصري أن تتحلى بالايجابية وتنشر القيم الوطنية وتتفادى السلبية التي لا تخدم أحد مبرزا بان فتح المجال السمعي البصري سيجعلنا ندخل التاريخ مبديا تأسفه عن العشرية الدموية التي جعلت الجزائر تتخلف كثيرا عن هذا المجال بالرغم من تطرق قانون 90 04 لفتح المجال السمعي البصري غير أن تدهور الوضع الأمني والظروف التي مرت بها الجزائر انعكست سلبا على تجسيد فتحه. وانتقد الأستاذ بالمدرسة العليا للصحافة ما تقدمه القنوات الخاصة التي ظهرت مؤخرا من برامج جعلتنا نتخيل وكأننا في سوق بومعطي الحراش ككناية على رداءة المضامين. ودعا في سياق متصل سلطة الضبط أو أي هيئة تشرف على فتح المجال السمعي البصري على تحمل المسؤولية وعدم ترك المجال للفوضى واللامبالاة لأن ذلك يفشل المشروع من خلال إنشاء إذاعات وقنوات تلفزيونية خاصة وناد بضرورة إضفاء شفافية في التسيير. وأشار إلى ضرورة الاهتمام باللغة الأمازيغية في القنوات الخاصة الجديدة ومنحها المكانة اللازمة في سياق توسيع الاهتمام بالثقافة والموروث الثقافي.