أكد المشاركون في اليوم الثاني للمؤتمر الفرنكو - جزائري، أن أمراض الحساسية الجلدية أصبحت واسعة الانتشار في المجتمع الجزائري، نظرا لتغير النظام الغذائي والابتعاد عن الطبيعة. ليشير المختص بن مهيدي نزيم إلى أن 20 بالمائة من الجزائريين سيصابون ولو مرة في حياتهم بأمراض جلدية. تم تنظيم مؤتمر حول أمراض حساسية الجلد، على هامش اليوم الثاني للمؤتمر الفرنكو - جزائري الذي اجتمع فيه أول أمس بالجزائر عدد من الأخصائيين الجزائريين والفرنسيين لعرض التجارب والعلاجات الناجحة، حيث أكد المختص في طب الجلد بن مهيدي نزيم أن الأمراض الجلدية واسعة الانتشار في المجتمع الجزائري. كما أن بعضا من هذه الأمراض تصيب الإنسان بشكل مزمن، وتستدعي حالته اتباع أدوية ومتابعة طبية مختصة، لتكون "الإكزيما" من الأمراض الجلدية التي تصيب فئة الأطفال بشكل أكبر. لذا من الضروري فهم كيفية الوقاية منها، وتنظيم حملات تحسيسية بالتنسيق مع وسائل الإعلام لنشر الوعي بالنظام الغذائي الصحيح، لتدارك الإصابات بالحساسية الجلدية التي تفرز أعراضا عديدة على جلد الشخص. وأكد المختص أن تغير نظام الحياة أثر بشكل كبير على نمط الغذاء المتبع، لأن الاستهلاك الغذائي أصبح يعتمد على ما هو اصطناعي وابتعد انسان العصر على الطبيعة بشكل كبير، إضافة إلى عادات التنظيف التي تعتمدها النساء في بيوتهن، والتي ترتكز على مواد اصطناعية تتحسس منها أنواع من البشرة، لينوه عن تراجع نسبة الاصابات بالأمراض الجلدية المعدية التي عرفها الجزائريون منذ عقود، بفضل الوعي بمدى أهمية النظافة الشخصية وتحسن المستوى المعيشي، لكن أمراض الحساسية الجلدية التي ظهرت في الوقت الراهن سببها المواد الاصطناعية المستعملة سواء في مجال التجميل أو التنظيف. قال ذات المتحدث، بصفته عضو في الجمعية الوطنية لطب الجلد، إنهم لا تملكون أرقاما حول عدد الإصابات بأمراض الحساسية الجلدية، لكن هذه الأخيرة احتمال أن تصيب ما نسبته 15 إلى 20 بالمائة من المواطنين، أي أن هذه النسبة ستتعرض ولو لمرة في حياتها لنوع من أمراض الحساسية الجلدية التي تختلف مسبباتها. الطب البديل مصدره مجهول ويهدد الصحة العمومية في رد الأخصائي في طب الجلد بن مهيدي نزيم على سؤالنا حول نتائج اعتماد البعض على الطب البديل، من خلال استعمال أعشاب طبية استنادا لنصائح شعبية، قال: "قبل استعمال المختص أي دواء فإن فعاليته قد أثبتت نتائج إيجابية من خلال التجربة، لكن الطب البديل لا نملك حوله أي معلومة طبية، كما نجهل الطرف الذي يستورد هذه المواد وكيف تم صنعها، خاصة إذا علمنا أن مهنة بيع الأعشاب الطبية لا تقوم على الرقابة. فالخطورة بعد استعمال الوصفات الشعبية والطب البديل قد لا تبدو بعد الاستعمال الأول، لكن آثارها تظهر بعد مدة بعواقب وخيمة، لأن استهلاكها كان دون تشخيص". ليستنكر حالة الفوضى في مجال الطب البديل بالجزائر، لأن الطلب عليها موجود والعرض لا يتصرف فيه أخصائيون. وأكد بن مهيدي نزيم أن أمراض الحساسية الجلدية لا تتطور للسرطان، فلا علاقة بينهما، لكنها قد تتطور لأمراض جلدية مزمنة. ليكون سكان المدن الأكثر عرضة لهذه الأمراض بسبب التلوث في مختلف الأصعدة ونظام الحياة اليومي، ليشير إلى توفر أدوية أمراض الحساسية الجلدية ببلدنا، لكن أحدث العلاجات ينحصر استعمالها في المستشفيات ولا تباع في الصيدليات.