حذرت مؤخرا سامية قاسمي، رئيسة جمعية نور الضحى لمساعدة المصابين بالسرطان بالجزائر العاصمة، من تداوي سرطان الجلد ب”الأعشاب الطبية” الذي قد يتسبب في تعقيدات المرض. ويرجع هذا بعد الإقبال الكبير للمواطنين للطب البديل كعلاج فعال لأمراضهم المزمنة دون استشارة الأخصائي. تنتشر محلات بيع الأعشاب الطبية الآونة الأخيرة، بعد أن كان بيع هذه المواد مقتصرا على باعة الأرصفة أو عدد طفيف من محلات بيع الحبوب والتوابل، ليكون تواجد هذه المحلات في الوقت الراهن على وجه الخصوص في الشوارع الرئيسية لمدينة الجزائر العاصمة. لتكون المواد شاملة لعدة أمراض، حسب ما يصرح به الباعة، ناهيك عما يخص الجانب التجميلي، كنفخ الخدود والصدر. نبّه الأخصائيون في عدة تخصصات طبية ظاهرة اعتماد المواطن المصاب بداء مزمن الطب البديل كعلاج دون استشارة الأخصائي، حيث أكدت قاسمي خلال الأيام العلمية التكوينية السادسة حول سرطان الجلد أن ”بعض المواطنين يلجؤون إلى استعمال الأعشاب الطبية لعلاج هذا النوع من السرطان، ما يؤخر زيارتهم إلى الطبيب وتعقيد المرض إلى مرحلة لا رجعة فيها”. يعتمد عدد من باعة الأعشاب الطبية نظام الاشهار لموادهم التي يعتبرونها طبا بديلا وفعالا، ويتحججون بإقبال المستهلك عليها دون تعرضه لآثار جانبية، كما يزعمون أن نتائج الطب البديل تكون إيجابية وبثمن بخس مقارنة بالطب الحديث، علما أن الأخصائيين يؤكدون أن الأمراض السرطانية تحتاج لتشخيص وتكفل طبي متخصص ولا يجب التلاعب بالمرض، لأن التهاون في مرحلة بدايته قد يؤدي إلى عدم ضمان العلاج بعدها. وعبرت رئيسة جمعية نور الضحى لمساعدة المصابين بالسرطان، من جهة أخرى، عن أسفها لانتشار أنواع السرطان والتشوهات الخَلقية والأمراض العقلية، التي يتعرض لها سكان المناطق المتضررة من بقايا التجارب النووية التي أجراها الاستعمار الفرنسي. وأفادت في هذا الصدد بانتشار سرطاني الثدي والبروستات، اللذين كما قالت يحتلان الصدارة بالجزائر. وبدوره أكد الدكتور شعبان بن محند مختص في الأمراض الجلدية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية محمد لامين دباغين (مايو سابقا)، أن سرطان الجلد ينتشر لدى الجنسين من الفئة العمرية 40 سنة فما فوق، وعلى الخصوص ذات البشرة الفاتحة. وبالنسبة لعوامل الإصابة، قال نفس المختص إنها ناتجة عن تعرض بعض الأشخاص خلال الطفولة إلى أشعة الشمس وناجمة لدى البعض الآخر عن عوامل وراثية بحتة، حيث ينتشر سرطان الجلد على مستوى الظهر لدى الرجال والأعضاء السفلى لدى النساء. وفي ما يتعلق بعلاج هذا النوع من السرطان الذي يمثل نسبة ضئيلة من الإصابات مقارنة بالأنواع الأخرى، دعا الدكتور محند إلى ”عدم التماطل وتوعية المجتمع حول زيارة الطبيب بمجرد ظهور حبوب ذات الألوان المشكوك فيها”، مؤكدا بأن بعضها خطيرا جدا.