* تصنع بطريقة غير صحية وتعرف نقصا في العديد من مكوناتها الأساسية كشف رئيس فرع الخبازين بولاية وهران، فوزي حبيش، ل”الفجر”، أمس، أن الجزائريين بذروا السنة الفارطة من 2015 زهاء 120 مليون خبزة تم رميها في أكياس القمامة، وذلك بسبب عدم جودتها وقيمتها الغذائية الرديئة في ظل الانتشار المتزايد للمخابز الفوضوية والتي ينشط أصحابها بطريقة غير شرعية وبدون سجلات رسمية لممارسة نشاط حرفة الخبازة.
هذه الوضعية تسببت في غلق أزيد من 500 مخبزة بوهران، بعدما كان عددها بالولاية حوالى 1000 مخبزة ليتراجع عددها اليوم إلى 480 مخبزة فقط، مشيرا إلى أن أغلب مادة الخبز التي أصبح الباعة الفوضويون للمادة يسوقونها بعد تنوع المادة من خبز السوري إلى الخبز التونسي وغيرها من الأسماء التي أصبحت تستهوي المستهلك لشرائها، ليتبين له بعد ذلك أن قيمتها الغذائية ناقصة من العديد من المكونات والمحسنات على غرار مادة ملح اليود وبعض المركبات الأخرى التي تعطي نكهة خاصة لمادة الخبز مما يجعل المواطن يقوم بتبذيرها ورميها وشراء أخرى، خاصة أن بعض الخبز لا يتم طهيه بشكل جيد بعدما أصبح الخبازين يرفعون حرارة الفرن تم يخرجون الخبز عجين لترمي بعد ذلك في أكياس القمامة. يأتي ذلك حسب محدثنا في غياب الرقابة الصارمة من قبل مصالح النوعية وقمع الغش بمديرية التجارة التي تركت الحبل على الغارب أمام المخابز الفوضوية دون حسيب ولا رقيب، وهو ما كان وراء إفلاس العديد من أصحاب المهنة من الخبازين بعد تكدس مادة الخبز لديهم في ظل المنافسة الغير الشريفة، من قبل الخبازين الفوضويين. يحدث ذلك في الوقت الذي تقوم فيه الدولة بتدعيم مادة الفرينة وغيرها من المواد الأساسية الأخرى التي تدخل في صناعة الخبز إلا أنها اليوم أصبحت ترمي في المزابل بشكل كبير بعد الإفراط في شرائها في كل وقت، والتي ترصد لها الدولة ملايير الدينارات مقابل استيراد الحبوب وهو ما جعل الجزائر من أكبر الدول في العالم تقوم بشراء الفائض من الحبوب على دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبره ممثل الخبازين عبئا كبيرا على كاهل الدولة، مؤكدا أنه شهريا يتم تبذير ما قيمته 10 مليار دج من المواد المدعمة، مؤكدا أن الجزائريين ما زالوا لم يتخلصوا من عقدة تبذير وشراء الخبز بكميات كبيرة واغلبها يرمي في المزابل، وهي الظاهرة والتي تكثر بقوة خاصة مع حلول شهر رمضان بحيث يقول محدثنا أن مادة الخبز - تبقي من بين أكثر مواد استهلاكا والمعرضة للتبذير. وكشف المتحدث أنّ الجزائر استوردت ما قيمته 2 مليار دولار من القمح خلال السّنة الماضيّة، ما جعلها تصنّف ضمن أكثر دول المستوردة للقمح حيث تخصص من أجل ذلك ميزانية ضخمة بالعملة لتوفير مادة الخبز للمواطنين، ودعا حبيش فوزي مصالح التجارة إلى تشديد المراقبة على أصحاب المخابز من أجل تقديم مادة ذات قيمة صحية وجودة في صناعتها وهذا من أجل حماية الخزينة العمومية التي أصبحت مادة القمح المستورد والذي يدخل في صناعة الخبز يستنزف المال العام الذي أصبح عرضة للتبذير من قبل خبازين خارج المهنة.