تحضر أربعة أفلام جزائرية في الدورة الخامسة من أيام الفيلم الجزائري في عمان، التي تنطلق اليوم، بمشاركة متنوعة لأفلام وثائقية وروائية، تبث هموم المجتمع الجزائري وتناقش قضاياه المستجدة بين مكافحة الإرهاب والتطرف وغيرها. تنطلق اليوم فعاليات الدورة الخامسة من أيام الفيلم الجزائري، بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في مسرح الرينبو، بعرض فيلم المخرج سالم الإبراهيمي ”الآن بإمكانهم المجيء”، والمقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ”أرزقي أملال” والتي تحمل العنوان نفسه، والتي تدين فترة العشرية السوداء وكل الفوضى التي عاشتها الجزائر آنذاك بمشاهد سوداوية قاتمة، الفيلم يقدم لشخصياته بأسلوب ذكي، ومن ثم يغوص شيئا فشيئا في عمق الأحداث من خلال لغة بصرية مكثفة، بطابع سوداوي ترتبط بتعامل المتشددين مع المدنيين في تلك الفترة، التي عرفت بسنوات العشرية السوداء، لتروي أحداث انهيار الاشتراكية وظهور نظام إسلامي متطرف يدفع بالبلاد إلى الفوضى ويودي بحياة مائتي ألف قتيل، وهي قصة رضوخ نور الدين لأوامر والدته بالزواج من ياسمينة الحسناء، وبرفقتها يكتشف مفاهيم الحب والعائلة والمقاومة على الرغم من الرعب المحيط بهما، ولكن لا شيء ينجو من عنف المتطرفين، وعندها يدرك نور الدين حقيقة هذا الأمر، محاطا بالإرهابيين، ليحضن ابنته بقدر حبه لها، وحاز الفيلم جائزة ”التانيت الفضي” لأفضل فيلم روائي طويل أول في أيام قرطاج السينمائية وجائزة لجنة التحكيم الخاصة- المهر في مهرجان دبي السينمائي الدولي العام 2015 وجائزة لجنة التحكيم في أيام قبرص السينمائية وجائزة المخرجين الجدد في مهرجان تروندهايم السينمائي الدولي، كما حاز أمازيغ كاتب جائزة أفضل ممثل في مهرجان عنابة العام 2016 وفاز الفيلم بجائزة ”العناب الذهبي” في المهرجان نفسه. فيما يحمل فيلم ”نقطة التلاشي” لمخرجه لمهدي لعبيدي، روائي قصير، تجربة إنسانية لفنان، وكحال الفنانين غالبا ما يمرون في حالة من الفقر ويتعرض لموقف يجعل من حوله يدرك قيمة أعماله ويشتد عليها الطلب، الفيلم يقدم تجربة التحول من حال لآخر، وكيف للطمع أن يعمي بصيرة الإنسانية والعواقب التي تترتب على مثل تلك الأفعال، وكان الفيلم قد حاز على جائزة سيناريو الفيلم القصير خلال الأيام السينمائية الجزائرية. بينما يقدم الفيلم الوثائقي ”احنا برة” لمخرجته بهية بن الشيخ، قضية الحجاب في المجتمع الجزائري، ومساحة الحرية المتاحة للمرأة والخلط بين المفاهيم الدينية والإيديولوجية، وبخاصة في مجتمع تكافح فيه الأنثى لإثبات قدراتها وأن تتحلى بالمثالية نوعا ما وأخرى مثيرة للجدل بشكل جريء. وفي الفيلم الروائي الأول لمخرجه عمر حكار ”الدليل”، بطولة الممثل نبيل العسلي، يحضر مفهوم الرجولة والعقم بالنسبة للرجل والسرية في التعامل مع هذا الموضوع؛ حيث يعمل سائق تكسي ينتقل من مدينة خنشلة لمدينة باتنة، لإجراء فحص القدرة على الإنجاب بعد مرور عام ونصف على زواجه من امرأة لديها طفلتان من زواج سابق، مكتشفا فيما بعد أنه عقيم، وسط هذه الأحداث، يتداخل مفهوم الرجولة والشهامة وتقبل الاتهام، وتهديد العائلة وتعلقه بابنتي زوجته مع الصورة الفكرية لصورة الرجل الشهم التي تتناقض مع واقع أنه عقيم، غير أن الفيلم وقع في فخ فكرته رغم موضوعها وأهميته، خصوصا في المجتمعات العربية، ليتحول إلى تفاصيل دقيقة مطولة وسط تسارع في آخر أحداث الفيلم واستسهال في المعالجة السردية والبصرية.