اكتفت المشاركة الجزائرية في الطبعة ال24 لأيام قرطاج السينمائية، بنيل جائزة موازية فقط، حيث تحصل فيلم “عطور الجزائر” للمخرج رشيد بلحاج أول أمس بتونس، على جائزة “التنويه الخاص” المسماة بجائزة “دون كيشوت” للفدرالية الدولية لنوادي السينما، بينما عاد التتويج بالتانيت الذهبي لفيلم”الزورق” للمخرج السينغالي موسى توراي ضمن منافسة الأفلام الطويلة للمهرجان، كما تحصل الفيلم نفسه على جائزة الجمهور. في الوقت الذي انتزع فيه المخرج مرزاق علواش للمرة الثانية وللعام الثاني على التوالي، جائزة أفضل فيلم روائي عربي عن فيلم “التائب” في مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائي في دورته الرابعة المختتم فعالياته هو الآخر أول أمس، لم تنتق لجنة التحكيم الفيلم ليكون ضمن الثلاثة الأوائل بقرطاج، ونال “عطور الجزائر” جائزة موازية تشجيعية، كما سُجلت مشاركة الفيلم الوثائقي “مقاطع من الحياة.. مقاطع من الأحلام” لحميد بن عمرة والفيلم القصير “النافدة” لأنيس جعاد. وتدور وقائع فيلم “عطور الجزائر” في سنوات الإرهاب التي كادت تعصف بالبلاد، من خلال شخصية “كريمة” التي تفارق عائلتها وبلدها من أجل متابعة مسارها المهني في فرنسا وتعود إلى أرض الوطن حين تعلم أن أباها مريض وأن أخاها “مراد” دخل السجن. وقام المخرج وكاتب السيناريو رشيد بن حاج بتناول العديد من الجوانب التي نتجت عن ظاهرة الإرهاب، ومازالت بعض تداعياتها تلقي بظلالها على المجتمع، ولعل أهمها اضطهاد المرأة والدعوة لبناء مساواة حقيقية بين الجنسين في ظل ما يمليه العرف وسوء فهم الدين واستعماله. والفيلم يعرض أخطاء الآباء التي يتحملها الأبناء، من خلال زواج “مراد” ب«سامية” التي وقعت ضحية لاغتصاب أبيه “أحمد” الذي قام بدوره الممثل القدير سيد أحمد أقومي، وكانت كريمة الشاهدة الوحيدة على هذه الفاجعة التي لم يصدقها أحد في ذلك الوقت. وبالعودة إلى أيام قرطاج السينمائية، فالملفت للانتباه، افتكاك السينغال ثلاث جوائز، حيث توج فيلم “الزورق” للمخرج موسى توراي بالتانيت الذهبي ضمن منافسة الأفلام الطويلة كما تحصل على جائزة الجمهور، وتحصل فيلم “ اليوم تاي “ للمخرج السينغالي ألان قوميز على جائزة التحكيم الخاصة. واسند التانيت الفضي لفيلم “موت للبيع” للمخرج المغربي فوزي بن سعيدي، بينما عاد التانيت البرونزي لفيلم “الخروج إلى النهار “ للمخرجة المصرية هالة لطفي، فيما عادت جائزة أفضل سيناريو لفيلم “الأستاذ “ للمخرج التونسي محمود بن محمود. ونالت الممثلة الأنغولية سيومارا مورايس جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم “كل شيء على ما يرام” للمخرج الأنغولي ليوكاس باسكوال، في حين فاز الممثل الأردني علي سليمان بجائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم “ آخر جمعة “ للمخرج يحيى عبد الله من الأردن. وكان مدير المهرجان السيد محمد المديوني، قد أبرز الأبعاد التي تعكسها أيام قرطاج السينمائية والرامية إلى إقامة سينما وطنية في الدول العربية والإفريقية كافة وإنتاج صورها وإيصالها إلى شعوبها. كما بين أن الغاية من مواصلة تنظيم هذا الحدث الفني الدولي تكمن في تفعيل وتطوير السينما العربية والإفريقية ودعم رموز ورواد الفن السابع من الجانبين وتشجيع المواهب وفتح الآفاق أمامهم بل وصل الصورة والصوت أداة لخدمة القضايا المصيرية للشعوب العربية والإفريقية. وقد تميزت فعاليات هذه الدورة التي استغرقت ثمانية أيام، بتكريم السينما الجزائرية والسينمائيين الجزائريين بمناسبة الذكرى 50 للاستقلال، من خلال عرض أهم منجزات الفن السابع في الجزائر وتنظيم لقاءات مع محترفي السينما من منتجين ومخرجين وموزعين، علاوة على تنظيم موائد مستديرة حول الشراكة في الإنتاج ومراكز السينما. كما تميزت الطبعة ال 24 للمهرجان بتأسيس الصندوق الإفريقي للسينما والسمعي البصري، الذي يهدف إلى ضمان الشفافية في إنتاج الأفلام وتمويلها والترويج لها وتامين حقوق المبدعين وكل المتدخلين في منظومة السينما، وتتطلع هذه الآلية الجديدة إلى الاهتمام بالإبداع والإنتاج والإسهام في تعزيز رصيد ومكانة السينما الإفريقية على الساحة العالمية ودعم التعاون بين محترفي السينما في إفريقيا.