هي قصة غريبة من نوعها عاشتها سيدة في مقتبل العمر وابنتها البالغة من العمر أربع سنوات ونصف، وكان بطلها والد سكير حوّل حياة ابنته وزوجته إلى جحيم كلما قام باحتساء المشروبات الكحولية، حيث تابعت محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، المدعو ”م. م. الطيب” بتهمة الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض والسب والشتم. هذه القضية التي راحت ضحيته فيها زوجته التي ضاقت ذرعا من تصرفاته التي باتت لا تطاق، إلا أنها قررت الخروج عن صمتها بعد أن أقدم زوجها على كسر أنف ابنتها. الوالد يعتدي على زوجته بالضرب وجاء في معرض تصريحات الزوجة أنها عاشت في جحيم وعذاب عل مدار سبع سنوات كاملة، وأكدت أنها لم تستطع إيداع شكو قضائية ضد زوجها كونه كان يقفل الباب عليها بعد ضربها.. سيدتي القاضية نحن متزوجان منذ سنة 2009، وزوجي يحتسي المشروبات الكحولية على الدوام ويضعها في الثلاجة وكأنها مشروب غازي أو عصير. كما أحضرت ملف موضوع يحتوي صورها بعد الاعتداء عليها بالضرب وصورا لزوجها التقطها ولنفسه مع عدة قارورات من المشروبات. .. ويطلب منها شرب الخمر سيدتي القاضية.. زوجي يبدأ باحتساء المشروبات الكحولية منذ الساعة الثامنة صباحا، كما يطلب مني شربها معه ويتحجج بأنني إنسانة عصبية ويتوجب علي شربها للتقليل من حدة عصبيتي، ولتهدئتها في نفس الوقت. كما أنه كان يطلب مني إحضار النقود للمنزل بأية وسيلة كانت رغم أنني لا أعمل منذ زواجنا”. وجاء في معرض تصريحاتها أنها فعلا أقدمت على ضربه دفاعا عن نفسها. أخذها وابنتها غصبا عنهما إلى ملهى ليلي كما صرحت للقاضية أن زوجها أخذها في إحدى المرات إلى ملهى ليلي رفقة ابنتهما غصبا عنهما، وساردة في ذات السياق أنه يعمل مع الأجانب ويلتقط صورا له مع زجاجات المشروبات الكحولية.. مستغربة الوضع المزري الذي آلت إليه تصرفات زوجها التي باتت غير مقبولة إطلاقا، خاصة بعد أن باتت تشكل خطرا على ابنتها الصغيرة التي أصبحت تخاف من أبيها وتوضب أغراضها كلما ضربها للهروب من البيت، رغم أنها لاتزال مجرد طفلة في الرابعة والنصف من العمر. .. وكسر أنف ابنتي بكأس كان يحتسي به المشروب الكحولي وهنا التقطت صورا لي وآثار الضرب بادية على وجهي وعيني التي كاد يفقأها، كما أن الطبيب الشرعي دون في تقريره أنه قد تم الإعتداء علي بواسطة أداة صلبة وحادة في نفس الوقت، كما أكدت أن زوجها قام بالإعتداء على ابنتها بالضرب، مؤكدة أن ابنتها أخطرتها بأن والدها ضربها بكأس زجاجي تسبب في كسر أنفها. المتهم:”أطلب الصفح من زوجتي.. وما فعلته كان تحت تأثير المشروب” في حين جاء ضمن تصريحات المتهم أنه لم يقدم على ضرب ابنته، وإنما بعد كسره لكأس المشروب تناثرت شظايا الزجاج داخل أنفها، ما تسبب لها في جروح متفاوتة. وعن سبب الخلافات المتكررة بينه وبين زوجته أكد بأنه بسبب خروجها من المنزل لساعة متأخرة من الليل وأنها قضية شرف.. طالبا بذلك الصفح منها أمام العلن. دفاع الضحية:”موكلتي تعاني الأمرين وشبكة ندى تدق ناقوس الخطر” قدمنا شكوى تتضمن 7 تهم والمتهم يحاول تبرير فعلته بإحتساء المشروبات الكحولية، موكلتي هي من استأجرت المنزل وهي من تتكفل بكل الأعمال المنزلية والتسوق، وبدلا من شكرها إلا أنه يواجهها بالعنف اللفظي والتهديد بالقتل. كما دعمت مرافعتها بصور موكلتها وآثار الضرب بادية على وجهها وقدمت لهيئة المحكمة نداء مقدم من قبل شبكة ”ندى”، والذي جاء فيه أن هناك خطر يحدق بصحة هذه الطفلة المعنوية والنفسية. أحرق قط ابنته بالبنزين على مرأى منها وجاء ضمن مرافعة دفاع الضحية أن المتهم قام بصب البنزين على قط ابنته وقام بإشعال النار في جسده، أين قام بإحراقه على مرأى من ابنته، وهددها بأن يفعل لها نفس الشيء.. دفاع المتهم:”الضحية تدخل للمنزل منتصف الليل دون إذن زوجها” سيدتي القاضية هناك جريمة وهناك ظروف الجريمة، موكلي تثور ثائرته كلما خرجت زوجته من المنزل دون إذنه من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف الليل، وتقوم بإقفال هاتفها في وجهه ولا يعلم بوجهتها، وهو ما اعتبرته دفاع المتهم دفاعا عن شرف موكلها. كما جاء في معرض مرافعتها أن الشهادات الطبية جاءت على فترات متباعدة منها ما كانت لأربعة أيام والأخرى لستة أيام والأخيرة كانت ل8 أيام.. سيدتي القاضية بسماعنا لمرافعة دفاع الضحية يتراءى لنا أن موكلي وحش وأنه ارتكب جريمة قتل شنعاء في حق زوجته، غير أن الحقيقة أنهما تزوجا بعد قصة حب دامت لسنوات عديدة وأكدت بأن الضحية لم تطلب الطلاق من زوجها رغم متابعتها له في هذه القضية، وهو خير دليل - حسبها - على أنها لاتزال مصرة على إستمرار الحياة الزوجية بينهما، موضحة أن ما يعيشه هذان الزوجان مجرد مشاكل عائلية لا أكثر. وتحت ضوء ما دار في الجلسة العلنية من أقوال التمس وكيل الجمهورية بمحكمة بئرمرادرايس بالعاصمة تسليط عقوبة سنتين حبسا نافذا و200 ألف دج غرامة نافذة في حق المتهم المتواجد رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية الحراش..