* وزير الطاقة اليوم في طهران للضغط على نظيره الإيراني للالتزام بخفض الإنتاج يحل اليوم وزير الطاقة نورالدين بوطرفة بطهران في مهمة لإقناع إيران بخفض إنتاجها النفطي، خاصة وأن هذه الأخيرة ترفض الالتزام باتفاق الجزائر، لاسيما بعد التحفظات التي أبدتها إيران خلال محادثات الخبراء الأسبوع الماضي بشأن مستوى مشاركتهم في اتفاق تخفيض الإنتاج، وتعتبر هذه المساعي الجزائرية المحاولة الأخيرة قبل اجتماع فيينا الذي تفصلنا عنه 4 أيام فقط.
تأتي هذه المساعي كون الجزائر تشرف على اللجنة التقنية عالية المستوى التي تسعى لضمان توزيع الحصص، إذ ويندرج هذا اللقاء في إطار ”مواصلة المشاورات والتنسيق بين الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” للتوصل إلى اتفاق خلال الاجتماع الوزاري المقبل المقرر في 30 نوفمبر بفيينا (النمسا) حول كيفية تطبيق اتفاق الجزائر بهدف تحقيق استقرار في الأسواق النفطية”، حسبما أكده بيان صادر عن وزارة الطاقة أول أمس. كشف وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، أمس، في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية، أن لجنة خبراء منظمة الدول المصدرة للبترول ”الأوبك” تبنت مقترح الجزائر ليتم عرضه في الندوة الوزارية للمنظمة المزمع عقدها في 30 نوفمبر الجاري بفيينا، قائلا ”نعتقد أنه جيد ومتوازن ويأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل الأطراف”. وأكد بوطرفة ”نحن متفاؤلون باتخاذ مقترح الجزائر كقاعدة عمل جيدة للوصول إلى اتفاق نهائي”، مضيفا أن ”الاقتراح يمثل كذلك ”قاعدة عمل جيدة لإدراج مساهمة الدول غير الأعضاء في المنظمة لمجهودات الأوبك”. سيتم استقبالنا يوم السبت من طرف وزير النفط الإيراني بيجان نامدار زنغنه كما ستكون لنا مشاورات مع دول أخرى بفيينا”. وفي هذا الصدد قال بوطرفة ”نواصل مجهوداتنا للوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن من شأنه تطبيق اتفاق الجزائر في أرض الواقع” والذي من شأنه تخفيض إنتاج الأوبك إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا. هذا واقترحت الجزائر، في ختام اجتماع الخبراء الذي دام يومين، خفض إنتاج الدول الأعضاء في منظمة ”أوبك” بنسبة تتراوح بين 4 و4.5 بالمائة باستثناء ليبيا ونيجيريا، وهو ما يمكن من تقليص الفائض في السوق ب 1.2 مليون برميل يوميا. فيما يثير موقف كل من إيران والعراق شكوكا بشأن فرص التوافق وفاعليته. وقالت مصادر إن كلا من البلدين طالب خلال اجتماع الخبراء بشروط معينة للمشاركة في الاتفاق. ووفق المصدر ذاته، فإن المطلوب من إيران بموجب المقترح الجزائري أن تخفض إنتاجها بواقع 4.5٪ من نحو أربعة ملايين برميل يوميا. لكن أحد المصادر قال إن طهران تشير إلى أنها تريد تخفيض إنتاجها من مستويات أعلى هي 4.1-4.2 ملايين برميل يوميا. وذكر مصدر أن ”85٪ من تخفيضات أوبك المقترحة ستكون من دول الخليج، لكن إيران لا تزال غير مؤيدة لذلك”. وكان بوطرفة قد استقبل منذ أيام في الجزائر الوزير السعودي للطاقة والصناعة والموارد المعدنية، خالد الفالح. وعبر الطرفان خلال اللقاء عن تفاؤلهما بإيجاد اتفاق عادل ومتوازن خلال الاجتماع المقبل لأوبك في فيينا. وسمح اللقاء لأعضاء أوبك، حسب الوزير، بالاتفاق مع روسيا وهي دولة غير عضو في المنظمة على ”التنسيق إلى غاية نهاية نوفمبر للتحكم في المعطيات والبيانات التي ستستخدم لاتخاذ قرار صائب في فيينا”. وبخصوص روسيا، كان الرئيس فلاديمير بوتين أعلن الاثنين الماضي أن بلاده مستعدة لتجميد إنتاجها في حالة توصل دول أوبك لاتفاق في فيينا. وأوضح الرئيس الروسي في تصريحات صحفية قائلا: ”إننا على استعداد على تثبيت إنتاجنا النفطي في المستوى الذي يوجد عليه حاليا”، مضيفا أن بلاده ”تبارك الاتفاق المنتظر” لأعضاء أوبك قصد الحد من المعروض في السوق للرفع أسعار النفط.
وكالة الطاقة الدولية تشكك في نجاح ”أوبك” لامتصاص تخمة المعروض لدعم الأسعار يتوقع المحللون أن يتم الاتفاق على شكل ما من خفض الإنتاج، لكن من غير المؤكد أن يكون كافيا لدعم السوق المتخمة بالمعروض منذ أكثر من عامين، ما نجم عنه انخفاض قياسي في الاستثمارات بالقطاع امتد لثلاث سنوات وفقا لوكالة الطاقة الدولية. وقال فاتح بيرول، مدير وكالة الطاقة، لرويترز في طوكيو، أمس، إنه حتى إذا انخفض الإنتاج فإن الأسعار سرعان ما ستقع تحت ضغوط مجددا نظرا لأن خفض الإنتاج بقيادة أوبك سيتيح لشركات النفط الصخري الأمريكي زيادة إنتاجها بشكل واسع. وبخلاف ”أوبك” قال المتعاملون إن ارتفاع الدولار الذي بلغ مستويات لم يشهدها منذ 2003 مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى أثر على أسعار النفط. ويجعل ارتفاع الدولار المتداول به النفط شراء الوقود أعلى تكلفة للدول التي تستخدم عملات أخرى مما قد يقلص الطلب. ومع اقتراب موعد فيينا، ارتفع سعر النفط في الأسواق الأوروبية إلى أكثر من 49 دولارا للبرميل.