تبنت لجنة خبراء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مقترح الجزائر الذي سيتم عرضه في الندوة الوزارية للمنظمة المزمع عقدها يوم الأربعاء المقبل بفيينا. وقال وزير الطاقة نورالدين بوطرفة إن الجزائر تقدمت باقتراح «جيد ومتوازن ويأخذ بعين الاعتبار إنشغالات كل الأطراف»، لذا تم تبنيه من طرف اللجنة. وكانت «المساء» قد تحدثت في عدد سابق عن مقترح للجزائر يقضي بتخفيض إنتاج كل دولة بنسبة تتراوح بين 4 و4.5 بالمائة. وقال السيد بوطرفة «نحن متفائلون باتخاذ مقترح الجزائر كقاعدة عمل جيدة للوصول إلى إتفاق نهائي»، مضيفا في حوار أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الإقتراح يمثل كذلك «قاعدة عمل جيدة لإدراج مساهمة الدول غير الأعضاء في المنظمة لمجهودات (أوبك). وحول زيارته المرتقبة اليوم إلى طهران، أشار الوزير إلى أنها تندرج في إطار المشاورات التي تقوم بها الجزائر لتطبيق إتفاق سبتمبر، والتي ستشمل في الأيام المقبلة بلدانا أخرى منها العراق. وشدّد في هذا السياق على أن «الرئيس بوتفليقة فضل دوما لغة الحوار، كما أن الجزائر معروفة ببحثها عن الإتفاق عن طريق الحوار»، ولهذا «نواصل مجهوداتنا للوصول إلى إتفاق عادل ومتوازن من شأنه تطبيق إتفاق الجزائر على أرض الواقع» وتخفيض إنتاج الأوبك إلى ما بين 5ر32 و33 مليون برميل يوميا. ولذا ستواصل الجزائر «العديد من المشاورات مع الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الأوبك من أجل تقارب وجهات النظر والتوصل إلى إتفاق يمكنه المساهمة في استقرار أسواق النفط»، كما قال، مضيفا «تحاورنا مطولا مع نظرائنا حول مسائل عملية ونظل متفائلين من أجل أن يؤكد اجتماع فيينا الإتفاق التاريخي المتحصل عليه في الجزائر». وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت منذ أيام عن تقديم الجزائر لاقتراح على مستوى اللجنة التقنية، مفاده خفض إنتاج أعضاء المنظمة بنسبة تتراوح بين 4 و4.5 بالمائة. وهو ما لم يؤكده أو ينفيه وزير الطاقة في حواره مع وكالة الأنباء الجزائرية الذي تحفظ فيه عن الإفصاح عن ماهية المقترح وتفاصيله. واستقبل الوزير منذ عدة أيام بالجزائر وزير النفط السعودي خالد الفليح، كما تحاور في الإجتماع غير الرسمي الأخير بالدوحة مع رئيس (أوبك) وزير النفط والصناعة القطري وكذلك مع ممثل إيران. وخلال الإجتماع التشاوري بالدوحة، إقترحت الجزائر خطة ليتم دراستها من قبل اللجنة العليا للخبراء التي تم إنشاؤها عقب إجتماع الجزائر، قصد بحث آليات تقليص إنتاج كل عضو من الأعضاء والعمل على التنسيق مع الدول خارج المنظمة لبلوغ أهداف الاتفاق وإنجاحه. للتذكير، إجتمعت اللجنة التقنية لأوبك التي تترأسها الجزائر بفيينا يومي 21 و 22 نوفمبر الحالي، حيث تم الإتفاق بالأغلبية المطلقة لتبني مقترح الجزائر في الندوة الوزارية للمنظمة كقاعدة عمل لتطبيق إتفاق الجزائر. وسيكون لقاء الوزير اليوم مع نظيره الإيراني بيجن زنكنه فرصة لمواصلة المشاورات والتنسيق بين الدول الأعضاء في (أوبك). ونفس الشيء بالنسبة للقائه يوم الاثنين مع الوزير العراقي للنفط، عبد الكريم لعايبي، والهدف هو التوافق حول اتفاق الجزائر وتحقيق استقرار في الأسواق النفطية، لاسيما أن المواقف الأخيرة لأهم الأطراف الفاعلة في المنظمة وخارجها، أوضحت جوا من التفاؤل حول الذهاب نحو تجسيد تسقيف الإنتاج في السنة خلال أشهر الأولى من 2017 كمرحلة أولى.