اقترحت الجزائر، في ختام اجتماع الخبراء الذي دام يومين، خفض إنتاج الدول الأعضاء في منظمة ”أوبك” بنسبة تتراوح بين 4 و4.5 بالمائة باستثناء ليبيا ونيجيريا، وهو ما يسمكن من تقليص الفائض في السوق ب 1.2 مليون برميل يوميا. قرر خبراء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) رفع توصية إلى الاجتماع الوزاري الذي ستعقده المنظمة في الثلاثين من نوفمبر الجاري، بخفض إنتاج كل دولة بما بين 4٪ و4.5٪ عدا ليبيا ونيجيريا. ونقلت وكالة ”رويترز” عن مصادر في المنظمة، أن هذه التوصية برعاية الجزائر، ومن شأن هذا التخفيض أن يقلص إنتاج أوبك بأكثر من 1.2 مليون برميل يوميا، وفقا لحسابات رويترز لإنتاج المنظمة في أكتوبر الماضي. لكن وحسب ذات المصادر، فإن ممثلي إيرانوالعراق وإندونيسيا أبدوا تحفظات خلال محادثات الخبراء التي استمرت 11 ساعة بشأن مستوى مشاركتهم في اتفاق تخفيض الإنتاج، الذي سيكون أول تحرك لأوبك من هذا النوع منذ عام 2008. فيما يثير موقف كل من إيرانوالعراق شكوكا بشأن فرص التوافق وفاعليته. وقالت مصادر إن كلا من البلدين طالب خلال اجتماع الخبراء بشروط معينة للمشاركة في الاتفاق. ووفق المصدر ذاته، فإن المطلوب من إيران بموجب المقترح الجزائري أن تخفض إنتاجها بواقع 4.5٪ من نحو أربعة ملايين برميل يوميا. لكن أحد المصادر قال إن طهران تشير إلى أنها تريد تخفيض إنتاجها من مستويات أعلى هي 4.1-4.2 ملايين برميل يوميا. وذكر مصدر أن ”85٪ من تخفيضات أوبك المقترحة ستكون من دول الخليج، لكن إيران لا تزال غير مؤيدة لذلك”. ومن جهتها، أكدت العراق أمس، على لسان وزير خارجيتها، إبراهيم الجعفري، أنه ينبغي أن تمنح أوبك استثناء للعراق من هذا الاتفاق بسبب آثار الحرب. ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، في وقت سابق، أن بلاده مستعدة لتجميد إنتاج النفط على المستوى الحالي، فيما أوضح أنه ليس متأكدا 100٪ أنه سيتم التوصل إلى تطبيق اتفاق الجزائر حول تجميد إنتاج النفط خلال اجتماع ”أوبك ” المقبل، مرجعا ذلك إلى الخلافات داخل أوبك. من جهته، دعا الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك”، محمد السنوسي باركيندو، الأسبوع الماضي، إلى توحيد الجهود بين المنتجين من داخل المنظمة وخارجها لسحب الفائض من سوق النفط، واصفا الأوضاع في السوق بأنها ”صعبة”. وقد ارتفعت أسعار النفط العالمية بنسبة كبيرة، في اليومين الماضيين، مع التفاؤل بفرص نجاح أوبك، لكنها تذبذبت صباح أمس الأربعاء مع عودة الشكوك. وبلغ سعر مزيج برنت نحو 49 دولارا للبرميل. وكان أعضاء ”أوبك” اتفقوا مبدئيا بالجزائر، في سبتمبر الماضي، على خفض إنتاجهم الإجمالي إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، بهدف استعادة التوازن بالسوق وتحسين الأسعار. واتفقوا على تحديد الصيغة النهائية للتخفيض في اجتماع الثلاثين من نوفمبر في فيينا.