وصف وزير الشؤون الخارجية لدولة الصحراء الغربية، محمد سالم ولد السالك، انسحاب الإمارات والسعودية وقطر والبحرين من قمة مالابو بأنه ”قرار مخز ويسيء إلى سمعة هذه الشعوب العربية، لأن ”المغرب دولة محتلة وتضامن هذه الدول معها يعطي الانطباع بانحياز البلدان العربية لهذه الدولة التي لا تزال تمارس استعمارها”. أفاد ولد السالك، أمس، خلال تنشيطه لندوة صحفية بمقر سفارة دولة الصحراء الغربية بالجزائر، أن انسحاب بعض الدول الخليجية من قمة الاتحاد الإفريقي ب”مالابو”، يدل على أن هذه الدول كانت ضحية للدعاية المغربية التي صورت لها أن المملكة المغربية تحظى بتأييد واسع على الصعيد الإفريقي، مشيرا أن هذه المواقف المخزية عمقت من عزلة المغرب الذي ينفذ أجندة أجنبية تهدف إلى زرع التناقض ونسف الانسجام داخل الاتحاد الإفريقي. وأشار إلى أن أغلبية الدول العربية الأساسية لم تنسحب من قمة الاتحاد الإفريقي على غرار الجزائر والصومال وجزر القمر وتونس وليبيا ومصر والسودان والعراق ولبنان والكويت وعمان، وهذا دليل على أن المغرب يجر نفسه للعزلة من الدول الإفريقية والعربية على حد السواء. وأفاد وزير الخارجية الصحراوي أن المغرب نفذ قرارات ارتجالية وأخطاء جسيمة بانسحابه من قمة ”مالابو”، حيث أثبت عزلته عربيا وليس فقط إفريقيا، مؤكدا على نية المخزن في عدم استعداده للتعاون مع الاتحاد الإفريقي بتأييد من السعودية والإمارات التي تقف داعمة له بشكل أصبح واضحا. وقال ولد السالك إن انسحاب المغرب من القمة المشتركة بين الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية يجسد بشكل جلي لا يدع مجالا للشك عزلة نظام الاحتلال المغربي على الصعيدين الإفريقي والعربي. وأشاد الوزير بموقف بعض الدول الإفريقية التي أثبتت مرة أخرى - حسبه - في قمة مالابو، تشبثها بقيمها ومثلها ومبادئها التي قامت منظمة الاتحاد الإفريقي على أساسها، مشيرا أن غالبية دول الجامعة العربية من جهتها لم تعر أي اهتمام لقرار المملكة المغربية الارتجالي الذي وصفه العديد من وفود الدول الإفريقية المشاركة بالقرار الصبياني والمتكبر. وأشار الوزير الصحراوي أن تحركات الاتحاد الإفريقي أصبح فاعلا في دفع الرأي الدولي تجاه القضية الصحراوية، وأمام الموقف الذي أصبح يمتلكه في مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، متابعا بأن هذا مؤشر مقلق للمغرب الذي يحاول الانضمام إلى الاتحاد، خاصة وأن المملكة المغربية تعتبر دولة محتلة للصحراء الغربية وترفض الاعتراف بحدودها دوليا وهذا يتنافى وشروط الانضمام للاتحاد الإفريقي. وثمن ولد السالك موقف الاتحاد الإفريقي القوي والصائب تجاه الدولة الصحراوية، لأنه يطالب بتنظيم وتحديد تاريخ للاستفتاء وهو الفصل بين الصحراء الغربية والمغرب وترك كل شعب يقرر مصيره بيده وسط شرعية دولية.