* كرار: ”من الصعب تغطية 70 بالمائة من السوق الوطنية بالمنتوج المحلي في هذه الظروف” اعتبر عبد الوحيد كرار، رئيس الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة، أن فرع صناعة الدواء مهدد في الجزائر، مقترحا جملة من الإصلاحات للنهوض بالقطاع في ظل الأمة الاقتصادية التي سببها انهيار سعر النفط، مؤكدا أن العديد من المؤسسات المنتجة للدواء ستختفي من السوق في ظل الأزمة واستمرار الوضع الراهن، فضلا على ما نص عليه قانون المالية الجديد الذي أزم الوضع.
عبر رئيس الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة، خلال الاجتماع الأول لنادي الصحافة الخاص بالاتحاد، المنعقد أمس بفندق السوفيتال بالعاصمة، من تأخر القطاع، قائلا أن ما يجب تحقيقه في ظرف 6 أ شهر يتم تحقيقه في 5 سنوات في الجزائر، مشيرا أن استهلاك الدواء في تزايد مستمر في الجزائر، وذلك راجع إلى عدة عوامل على غرار النمو الديمغرافي من خلال تسجيل قرابة مليون ولادة جديدة سنويا فضلا عن امتداد معدل الحياة بالنسبة الجزائري. واعتبر رئيس الاتحاد أن الهدف الذي تم تسطيره من خلال تغطية الإنتاج الوطني ل 70 بالمائة من السوق الوطنية للدواء يبقى صعب المنال، وتحقيقه يستدعي إصلاحا عميقا على مختلف الأصعدة، معبرا عن امتعاض المنتجين من العوائق البيروقراطية، داعيا وزارة الصحة إلى الالتفات للمصنّع المحلي والاطلاع على ما يواجهه من مشاكل خلال سلسلة الإنتاج. فيما اقترح كرار جملة من الإصلاحات للنهوض بالقطاع ومواجهة الأزمة على غرار الاهتمام بفرع البيوتكنولوجيا، التكوين في مجال التصدير، تنويع انتاج الدواء، تضافر الجهود بين مختلف الوزارات على غرار الصحة، التجارة، الصناعة، الطاقة، المالية، التعليم العالي والبحث العلمي، التكوين المهني لحل مشاكل الفرع. كما لم يخف ذات المسؤول من مواجهة أزمة في توفير الدواء مع الإجراءات التي جاء بها قانون المالية، قائلا ”قطاع الدواء استراتيجي وحساس لا يجب التقشف في هذا المجال، يمكن تخفيض نسبة الاستيراد لكن لا يمكن تقليل الاستهلاك”، منتقدا ما جاء في نص قانون المالية من رفع تكلفة تسجيل الدواء وتحليله. من جهة أخرى، اعتبر كرار أنه من خلال إنشاء هذا الفضاء للنقاش والتبادل مع مختلف أعضاء الصحافة الوطنية، تود الجمعية المساهمة في إنشاء فضاء لنقاش وحوار مثمر حول جميع القضايا المتعلقة بالسياسة الوطنية للصحة العمومية في بلادنا، وكيفية مساهمة الأعضاء الفعالة في القطاع الصحي للأدولة، مشيرا ”نحن على يقين أنه لا يمكن توفير قطاعصحي حديث وفعال قادر على توفير الرعاية الجيدة لأوسع طبقات الشعب الجزائري إلا بوجود قطاع صيدلاني ناجح وفعال. ويعد هذا النادي بالنسبة للاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة منصة منتظمة للتبادل مع وسائل الإعلام والصحافة الوطنية، يضيف كرار، حول واقع القطاع الصيدلاني الوطني، لا سيما التحديات المتعلقة بالتغطية المستمرة وتوفير الاحتياجات الصيدلانية بدون انقطاع. وحسب ذات المتحدث فقد تم تحقيق تقدم في السنوات الأخيرة على الرغم من النقائص التي لا تزال قائمة، قائلا ”إن أعضاءنا مقتنعون بأن الحوار الشفاف هو أفضل إجابة لتجنب المزايدات الغير اللائقة واقتراح الحلول المناسبة والحرص على تنفيذها لصالح المرضى. فمن خلال هذا الاجتماع الأول لنادي الصحافة، تبادل الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة مع الصحفيين حول الأزمة الاقتصادية والمالية وتأثيرها الحتمي على قطاع الأدوية الحساس. فقد عبر الأعضاء عن قلقهم إزاء ارتفاع تكاليف الإنتاج والتموين وما يترتب عنها من نقص في هوامش الربح، مع العلم أن أسعار الأدوية يتم تحديدها من قبل الحكومة ولا يمكن تغيرها خلال فترة لا تقل عن خمس سنوات. النداء الذي يود الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة توجيهه هو ضرورة مواصلة دعم تطوير الإنتاج المحلي في هذه المرحلة الصعبة، ولقد شهد الإنتاج المحلي خلال العشرية الماضية ديناميكية قوية مكنته من رفع حصة إنتاج الأدوية في السوق الوطنية بطريقة ملحوظة. واعتبر أعضاء النادي أن استمرار هذه الديناميكية لأمر ضروري لتمكين بلادنا من الحصول على الرعاية الصحية، مع توفير الوسائل الكفيلة للتحكم الحقيقي في فاترة الاستيراد والحفاظ على توازن صناديق الضمان الاجتماعي.