لم تعد تقتصر الجرائم التي ترتكب داخل مساجد الجزائر على سرقة الأحذية والملابس والشجارات، بل تعدت اليوم إلى جرائم أخرى يستحي اللسان من ذكر تفاصيلها، حين اختار بعض المنحرفين التوجه لأطهر بقاع الأرض وتدنيسها بأفعالهم الدنيئة التي لم تقتصر على الجرائم الجنسية بل حتى أفعال الشرك. ليست قصصا من وحي الخيال بل واقع عايشناه في محاكمنا لمجرمين مثلوا أمام القضاة لارتكابهم وقائع يستحي اللسان من سرد تفاصيلها داخل أطهر البيوت. وما يسعنا اليوم سوى تسليط الضوء على عدد منها ليس بنية التقليل من هيبة المساجد بل لمحاولة توجيه نظر الرأي العام نحو تلك الجرائم ومرتكبيها. متشردة تمارس طقوس الشعوذة داخل حرم مسجد بالأبيار اهتز مسجد الموحدين بمنطقة الأبيار في العاصمة، على وقع جريمة دينية خطيرة شبيهة بحادثة ”شارلي إيبدو” لمتشردة من ولاية الشلف في العقد الخامس من العمر، اتخذت من الشعوذة مهنة لها وتجرأت رغم انتمائها لديننا الحنيف على تدنيس المسجد بصور ورسومات مسيئة للذات اللإلهية والرسول محمد (ص) قبل أن تنكشف فعلتها على يد إحدى المعلمات وتواجه بذلك تهمة تدنيس المسجد أمام محكمة بئرمرادرايس نهاية الأسبوع الفارط، وهي رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية بالحراش. توقيف المتهمة جاء بناء على شكوى تقدمت بها معلمة أمام مصالح الأمن في شهر سبتمبر الحالي، بعد مشاهدتها لمنظر فظيع لدى توجهها للمدرسة القرآنية صباحا قصد إعطاء دروس للأطفال، أين تفاجأت بمصاحف ممزقة على أرضية القاعة وبعبارات مسيئة للذات الإلهية والرسول محمد( ص) والملائكة مدونة على سبورة التلاميذ رفقة 15 قارورة ماء خاصة بالشعوذة، أين قامت مصالح الأمن بفتح تحريات استهلتها باستدعاء الإمام وكل عمال المسجد الذين أجمعوا على توجيه أصابع الإتهام نحو إحدى المتشردات التي كانت تقيم بالقرب من المسجد وتتردد عليه بصفة مستمرة، وكانت تصدر منها بعض التصرفات الغريبة، منها الدخول لبيت الوضوء المخصص للرجال والتحجج بأنها تريد الإستحمام، ناهيك عن قيامها وفي كل مناسبة بإزعاج المصلين بعدة طرق في أوقات صلاة الفجر. غير أن الشهود أكدوا أنهم لم يلقوا بالا لها لظنهم أنها مختلة عقليا. وعليه قامت مصالح الأمن بتوقيف المشتبه بها الوحيدة وواجهتها بما نسب لها، وأمام إنكارها قامت ذات المصالح بقطع الشك باليقين عن طريق مطابقة خطها مع الخط المدون به العبارات بسبورة المدرسة، والذي كان مطابقا تماما. ليتم بذلك تحويلها على محكمة الحال بموجب إجراءات المثول الفوري، أين أنكرت بمواجهتها لقاضي الجنح ما نسب لها من جرم وأكدت في معرض تصريحاتها أنها تقية ولا تتجرأ على أن تقوم بهذه التصرفات الداخلة في أفعال الشرك والشعوذة، مؤكدة أنها سخرت حياتها لخدمة المسجد، حيث كانت تتردد عليه لتنظيفه ولطلب قوت أبنائها الستة من عند المصلين. كما نفت أن تكون مسحورة أوبها مس شيطاني. وأمام إنكارها طالب ممثل الحق العام بعقوبة عام حبسا نافذا وغرامة بقيمة 20 ألف دج، قبل أن يسلط عليها القاضي عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة بقيمة 50 ألف دج مع إلزامها بدفع تعويض للضحية بقيمة 10 ملايين سنتيم. حاج يعتدي جنسيا على طفل قاصر داخل مسجد في شهر رمضان فضيحة جنسية هزت مسجد أسامة بن زيد بحي لاكونكورد في العاصمة خلال أواخر أيام شهر رمضان الفارط، والتي راح ضحيتها طفل قاصر يبلغ من العمر 14 سنة، بعدما قام بالإعتداء عليه جنسيا داخل بيت الوضوء وحاول التنصل من فعلته الشنعاء بجلسة المحاكمة، مدعيا أن الطفل أساء تفسير تصرفه بعدما نزع ملابسه لتعليمه كيفية أداء الوضوء الأكبر في الواقعة التي تعود مجرياتها ليوم 28 جوان 2016 المصادف ليوم 23 من شهر رمضان الكريم، حين انتهى الضحية، وهو طفل قاصر يبلغ من العمر 14 سنة، من أداء صلاة العصر بمسجد أسامة بن زيد أين اقترب منه شيخ في العقد السادس من العمر وراح يحدثه في مواضيع عامة واستدرجه إلى مكان معزول بالمسجد بعيدا عن أنظار المصلين وراح يمارس عليه الفعل المخل بالحياء بعد نزعه لملابسه أمام ذعر الطفل، الذي فر مباشرة للمنزل وقام بسرد تفاصيل الواقعة لوالده، الذي تقدم بشكوى أمام مصالح الأمن الحضري الرابع لسعيد حمدين، التي قامت من جهتها بتوقيف الشيخ، وتم تحويله مباشرة على محكمة بئر مراد رايس بموجب إجراءات المثول الفوري، حيث أمرت القاضية بوضعه رهن الحبس المؤقت بتهمة ممارسة الفعل المخل بالحياء على قاصر، مع تأجيل محاكمته لعدة جلسات ظل فيها المتهم رهن الحبس المؤقت لمدة شهرين كاملين. ليفجر بجلسة محاكمته قنبلة حين جاء برواية أن الطفل القاصر لم يستوعب تصرفاته وأساء تفسيرها، حيث كان يعلمه تعاليم الوضوء الأكبر، لينكر بذلك فعلته ويتمسك بإفادته بالبراءة أمام إصرار ولي الطفل على قيام التهمة. حارس مسجد سكير يختلي بعشيقته داخل مكتب الإفتاء بمسجد بشوفالي فضيحة أخرى اهتّز لها مجلس الإفتاء العلمي التابع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف العام المنصرم، لموظف يشغل منصب رئيس أعوان الحراسة والتوجيه بذات المجلس، بعدما ضبط متلبسا وهو في حالة متقدمة من السكر داخل أحد المكاتب التابعة لمسجد دار الأرقم في شوفالي بالعاصمة، رفقة سيدة متزوجة أجنبية عنه في ساعة الليل الأولى وخارج أوقات العمل، التي حولاها بفعلتهما لمرتع لممارسة الرذيلة، ضاربين بقداسة المكان عرض الحائط، ليجدا نفسيهما خلف قضبان سجن الحراش بتهمة تدنيس مكان مخصص للعبادة. مجريات قضية الحال تعود إلى شهر نوفمبر 2015، عندما لمح أحد سكان الحي المحاذي لمسجد دار الأرقم بشوفالي، في حدود الساعة السابعة ليلا، سيدة تدخل رفقة عون الحراسة إلى مكاتب مجلس الإفتاء العلمي، الأمر الذي جعله يتنقل إلى المكان رفقة عدد من السكان من أجل التقصي حول الأمر، غير أنه عند تجولهم بين المكاتب كانت كل الأضواء مطفأة، الأمر الذي جعلهم يعودون أدراجهم، قبل أن يتفطن أحدهم إلى ضوء هاتف نقال ينبعث من داخل أحد المكاتب الذي كان مغلقا، عندها قاموا بطرق الباب بقوة واقتحام المكان بعدما رفض الموظف فتح الباب في بداية الأمر، ليتبين أنه كان تحت تأثير الخمر رفقة سيدة متزوجة في أواخر العقد الرابع من عمرها، كانت مختبئة خلف الأريكة ادعى تارة أنه سيتزوجها وتارة أخرى أنه سيقدم لها إعانة مالية. ليتم الاتصال بالشرطة التي قامت بتوقيفهما بعد حضور إمام المسجد، قبل أن يتم تحويلهما على نيابة محكمة بئرمرادرايس في العاصمة، الذي أمر بإيداعهما رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش، بعدما وجّه لهما تهمة تدنيس مكان معد للعبادة والسكر العلني بالنسبة للمتهم الأول. المتهمان، خلال محاكمتهما، أنكرا الأفعال المنسوبة إليهما، حيث صرح المتهم الأول أنه بيوم الوقائع استقبل السيدة داخل مكتبه من أجل مد لها يد المساعدة بعدما تقدمت من مجلس الإفتاء في وقت سابق لطلب إعانة مالية في شكل قرض، ولم يكن نيته الخلوة بها أوممارسة المحظور في مكاتب مستقلة تماما عن المسجد، على حد قوله. وبخصوص تناوله الخمر اعترف أنه تناولها داخل حانة في ساحة ”أودان” وليس داخل المسجد، موضحا أنه يشغل منصبه منذ 22 سنة، وهو متزوج وأب لأبناء أكبرهم في سن الثلاثين من العمر ولا يمكنه القيام بذلك الجرم. في حين أن السيدة جاءت بتصريحات مغايرة لما ورد على لسان شريكها في الجرم، حيث ذكرت أنها قصدت مجلس الإفتاء العلمي من أجل الحصول على إعانة مالية في شكل قرض، أين التقت بالمتهم الحالي ووجهها إلى أحد المكاتب، أين عرضت عليها الزكاة، وهو الأمر الذي رفضته باعتبار أنها موظفة ولديها دخل شهري، وقبل مغادرتها طلب منها المتهم ترك اسمها ورقم هاتفها بعدما ادعى أنه مدير الفرع المالي ووعدها بالتوسط لها مع متبرعين من دبي. وبعد يومين اتصلت به أين ضرب لها موعدا قبيل صلاة العشاء، ولأنه مكان مقدس لم تشك في أن له نوايا سيئة، وفعلا كانت هناك في الموعد ودخلت، غير أنه بعد لحظات سمعت أصواتا غريبة دفعته لإغلاق الباب وإطفاء الضوء، مخبرا إياها أن جماعة من المتطرفين تحاول التهجم عليهما، ومن شدة خوفها اختبأت خلف الأريكة. من جهتم، أكد الشهود الثلاثة أن المتهم متعود على تناول الخمر بمقر عمله، وأنهم بيوم الوقائع ضبطوه متلبسا مع السيدة في الظلام الدامس بالمكتب، في ظل تغيب ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بعد تأسسها كطرف مدني في القضية.