* مصيطفى يحذر من المقاربة المبنية على توقع الأسعار في جو عشوائية السوق أرجح الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى فرضية فشل اجتماع فيينا اليوم في جر الدول المنتجة للنفط خارج أوبك إلى خفض الإنتاج، محذّرا في الوقت نفسه من المقاربة المبنية على توقع الأسعار في جو عشوائية السوق، خاصة إذا دخلت منصات النفط الجديدة في أمريكا حيز الإنتاج ما سيجر الاسعار إلى التراجع مجددا.
تجتمع منظمة أوبك اليوم مع عدد من كبار الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة لوضع اللمسات النهائية على توزيع التخفيضات في الإنتاج البالغة 600 ألف برميل يوميا التي تم الاتفاق حولها بين المنظمة وعدد من تلك الدول وعلى رأسها روسيا التي تعهدت بالمساهمة بنصف هذه الكمية. وقد تم دعوة 14 دولة من خارج المنظمة، أولاها روسيا إلى جانب أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وأوزباكستان، إضافة إلى البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والمكسيك وترينيداد وتوباغو والكونغو وأخيرا مصر وعمان. واقترح كاتب الدولة الأسبق والخبير الاقتصادي بشير مصيطفى بدلا عن ذلك التوجه إلى السياسات الاقتصادية المبنية على المديين المتوسط والبعيد والتي تعتمد التصحيح الهيكلي لقطاعات الانتاج في الاقتصاد الوطني وعددها 11 قطاعا راكدا لا تتعدى مساهمة أحسنها في القيمة المضافة نسبة 9.5 بالمائة. والطريق إلى ذلك، يقول مصيطفى، يتمثل في تصحيح السياسة النقدية وتطوير السياسة المالية وتأهيل الموارد البشرية وتطبيق رؤية الجزائر 2030 وهي نفسها رؤية الصعود. ويشارك وزير الطاقة نور الدين بوطرفة في اجتماع الوزراء المكلفين بالنفط لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مع نظرائهم من الدول غير الأعضاء في المنظمة والذي سيجرى السبت بفيينا، حسب بيان للوزارة. وقررت أوبك في اجتماعها الرسمي يوم 30 نوفمبر الفارط في العاصمة النمساوية بموجب اتفاق الجزائر تطبيق هدف جديد للإنتاج محدد عند سقف 5ر32 مليون برميل يوميا للتقليل من مستوى الاحتياطيات وإعادة التوازن للسوق النفطي. من جهة أخرى، ووفقا لتوصيات اللجنة التقنية العليا لاتفاق الجزائر التي نصبت في سبتمبر الماضي، أقر اجتماع أوبك وضع إطار تعاون بين دول المنظمة والدول المنتجة للنفط غير الأعضاء على أساس ”منتظم ودائم”، حسب وزارة الطاقة. ومن جهته، كشف وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن وزارته ستعلن عن جدول تخفيض الشركات الروسية لإنتاج النفط بعد محادثات ”أوبك”، التي ستعقد اليوم. لقد ناقشنا (مع شركات النفط) مختلف الخيارات المتاحة بشأن (خفض إنتاج الخام).. من حيث المبدأ، الآن نتجه لإجراء محادثات مع (أوبك) السبت، حيث سنتفق مع (أوبك) بشكل فعلي على صيغة نهائية للاتفاق وعندها سنكون قادرين على الإفصاح عن الأرقام النهائية لنسب التخفيض والجدول الزمني أيضا”. وأكد نوفاك أن الولاياتالمتحدة لن تشارك في لقاء فيينا، إذ قال: ”عدد كبير من البلدان سيشارك... أعلم أن المكسيكوأذربيجان وعمان وغيرها ستشارك”. وأوضح نوفاك أن ”أوبك لم تدع دولا ليست مصدرة”. في حين أعلنت روسيا عن تخفيض إنتاجها بمعدل 300 ألف برميل يوميا بدءا من مارس 2017، أكد الحجي أن هذا التخفيض هو ”غطاء” لأعمال الصيانة التي تبدأ في تلك الفترة وليس خفضا متعمدا أو طوعيا. وفي سياق متصل، تظهر أرقام وزارة الطاقة الأميركية أن إنتاجية النفط الصخري ترتفع 20٪ سنويا، وأن عدد منصات حفر النفط الصخري الأميركي زادت بنسبة 50٪ أو 160 منصة منذ ماي الماضي. في حين تشير وكالة ”EIA” إلى أن إنتاجية 400 منصة حفر الآن تعادل إنتاجية 1150 منصة في 2013، مقلصة توقعاتها لنمو المخزون العالمي من 500 إلى 400 ألف برميل يوميا في 2017. الجدير بالذكر أن أوبك اتفقت نهاية الشهر الماضي على خفض إنتاجها ب 1.2 مليون برميل يوميا للقضاء على التخمة في الإمدادات المستمرة منذ أكثر من سنتين.