* ”صنع في الجزائر” تنافس السلع الأجنبية عبر 420 علامة تجارية تتواصل بقصر المعارض والتصدير ”صافكس” بالصنوبر البحري في العاصمة، فعاليات الطبعة الخامسة والعشرون لمعرض الانتاج الوطني تحت شعار ”تشجيع الاستثمار والحفاظ على الاقتصاد الوطني” إلى غاية 27 ديسمبر الجاري، وسط توافد كبير للزوار من مختلف ولايات الوطن الذين قدموا للاطلاع على أحدث ما جادت به الصناعة المحلية.
وخلال الجولة التي قادت ”الفجر” أمس عبر أجنحة معرض الانتاج الجزائري بقصر المعارض، سجلنا توافدا هائلا للزوار، خاصة العائلات الذين اغتنموا فترة العطلة المدرسية وعطلة نهاية الأسبوع لزيارة مختلف الأجنحة رفقة أبنائهم. ولكن الجناح الذي عرف توافدا هائلا للزوار هو ”جناح البيع المباشر” الذي خصصته ”صافكس” لتقوم الشركات والمؤسسات الوطنية بتسويق منتجاتها وبيع كل ما جادت به الصناعة المحلية. الصناعة الغذائية، الأغطية، الأفرشة، صناعة الزجاج والبلاستيك، هي أكثر الشركات التي سجلت أكبر نسبة مبيعات في الصالون نتيجة التهاطل الكبير للزبائن عليها، خاصة أن هذه الأخيرة تعرض منتجات آمنة ومضمونة وبأسعار تنافسية خاصة بالمعرض، وهي المبادرة التي استحسنها جل الذين زاروا جناح البيع مطالبين بتخصيص فضاء كهذا يكون ”دائما” طيلة السنة لتقوم الشركات الوطنية بعرض منتجاتها وتسويقها، خاصة أنها غير متوفرة بالشكل الكافي في الأسواق والمحلات نتيجة اكتساح المنتجات المستوردة. ويشهد هذا المعرض الذي ينظم تحت شعار ”تشجيع الاستثمار والحفاظ على الاقتصاد الوطني” مشاركة 420 عارضا وطنيا، من بينهم 135 مؤسسة عمومية و280 مؤسسة خاصة على مساحة قدرها 16.500 متر مربع. ويتميز هذه المعرض التي يعد ثاني أكبر تظاهرة يحتضنها قصر المعارض بعد معرض الجزائر الدولي، بنشاط هذه المؤسسات المشاركة في سبع قطاعات اقتصادية، وهي الصناعات الكيميائية والبتروكيماويات، الصناعات الغذائية، الأشغال العمومية، الخدمات، الصناعات المصنعة، الصناعات الكهربائية والالكترونية والكهرومنزلية وكذا الصناعات العسكرية. وأوضحت الشركة الوطنية للمعارض والتصدير ”صافكس” التي تنظم المعرض، أن هذه الطبعة ال25 تأتي في سياق تؤكد فيه الحكومة إرادتها على ضمان نجاح نموذج النمو الاقتصادي الجديد، والذي وضع كهدف رئيسي له تشجيع الاستثمار العمومي والخاص قصد المحافظة على الاقتصاد الوطني. ويفتح معرض الانتاج الوطني أبوابه كل يوم من الساعة 11 صباحا إلى غاية السادسة مساء بينما تخصص صبيحة أيام 22، 25 و26 ديسمبر من 10 صباحا إلى الثانية زوالا للمهنيين بشكل حصري. وبغرض تشجيع وترقية الانتاج الوطني، وضعت صافكس تحت تصرف العارضين وبشكل مجاني أجنحة مخصصة للبيع الترقوي. ويأتي المعرض للتعريف بالإنتاج الوطني وتثمينه في الأسواق الداخلية والأجنبية، ما يتطلب مساهمة الفاعلين في القطاعات المنتجة. الحكومة تبحث سبل استغلال الأدوات الرقمية كوسيلة لتطوير الإنتاج الوطني خلال الجولة التي قادت ”الفجر” عبر أجنحة المعرض، لفت انتباهنا التنافس المحموم بين مختلف الشركات والماركات المصنعة للأجهزة المحمولة، على غرار الهواتف الذكية واللوحات اللمسية، وغيرها من الوسائط التكنولوجية، مستغلين إطلاق خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال لتسويق منتوجاتهم بعد تنامي استغلالها من قبل الجزائريين، بعد أن أثبتت آخر الدراسات أن 44 بالمائة من الجزائريين يستخدمون الأنترنت باستعمال الأجهزة المحمولة. علامات وشركات مصنعة للأجهزة النقالة لم نسمع بها من قبل تشارك في المعرض لاقتناص الزبائن وكسب ثقة الجزائري، خاصة بعد إعلان الحكومة إطلاق خدمة الجيل الرابع للهاتف النقال، ما يرشح زيادة استعمال هذه الوسائط التكنولوجية خلال السنوات المقبلة.. فقد تهاطل عشاق التكنولوجيا على المعرض منذ الساعات الأولى للصبيحة للاطلاع على أحدث ما جاد به المصنعون العالميون في القطاع، محاولين كسب ثقة المستهلك الجزائري المولع بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، مستغلين فرصة إطلاق خدمة الجيل الرابع للهاتف النقال التي أججت التنافس بين المصنعين. وزارة الدفاع الوطني حاضرة بمنتجاتها لأول مرة وقد سجلت هذه الطبعة لأول مرة حضور وزارة الدفاع الوطني من خلال مشاركة وحدات الانتاج ذات الطابع الاقتصادي في قطاع الصناعة الميكانيكية، النسيج وبناء السفن، إذ تعد فرصة لعرض منتجات جديدة للجمهور وفي سبيل تحقيق اكتفاء ذاتي ستعرض وتسوق المنتجات للمؤسسات العامة والخاصة. وسيكون معرض الانتاج الوطني فرصة لتحقيق هذه الغاية، إذ تعد هذه الطبعة بمثابة رفع التحدي بالنسبة للاقتصاد الوطني. وقد دشن الوزير الأول عبد المالك سلال الاربعاء المنصرم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة الطبعة ال25 لمعرض الانتاج الجزائري، الذي تشارك فيه أكثر من 400 مؤسسة وطنية من مختلف قطاعات النشاط. وكان الوزير الأول مرفوقا خلال مراسم افتتاح هذه التظاهرة الاقتصادية بعدة أعضاء من الحكومة. ودعا سلال المنتجين والعارضين بصالون الطبعة ال 25 لمعرض الإنتاج الوطني، إلى الاتجاه بقوة نحو التصدير، قائلا إن الجزائر يجب أن تشن هجوما على الاسواق الخارجية خلال السنة الثانية من النموذج الاقتصادي للنمو، أي سنة 2019، مضيفا في حديث مع ممثل الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين:”يجب أن تفهموا أن السوق العادي للجزائر هو إفريقيا وليس أوروبا أو آسيا، لدينا علاقات جيدة مع الدول الافريقية ويجب التركيز عليها مستقبلا”، مشيرا الى أنه لابد أن نسير في شراكات ثنائية وثلاثية مع الشركات الاجنبية، مشددا أن الأهم من كل شيء هو خلق الثروة، على اعتبار أن الجزائر سائرة في القيام بشراكات رابح - رابح. ودعا سلال في نفس السياق، بورصة الجزائر، إلى خلق نشاط للسوق المالي، مؤكدا على ضرورة دخولها مرحلة جديدة، قائلا إنه من الضروري أن نصنع قفزة نوعية في اقتصادنا سنة 2019.