جددت الرئاسة الفلسطينية تأكيدها على أهمية مؤتمر السلام الدولي المزمع عقده في باريس في 15 يناير الجاري باعتباره فرصة لتحقيق السلام العادل. وشدد نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان، على أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة التي انتقد فيها مؤتمر ” باريس” تمثل تحديا لقرارات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية. وقال أبو ردينة ”إن هذه التصريحات لا تساهم بخلق المناخ المناسب لسلام عادل وحقيقي قائم على الأسس التي أجمع عليها المجتمع الدولي بأسره”. وأكد أن السياسة الإسرائيلية وما يرافقها من تصريحات لوزراء الاحتلال ترفض حل الدولتين وتدعم بوضوح الاستيطان غير الشرعي، لن تؤدي سوى إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار. وشدد المسؤول الفلسطيني على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حل دون دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وكان نتانياهو وصف في تصريحات له، يوم أمس، مؤتمر السلام الدولي الذي سيعقد في باريس بأنه ”عبثي وفارغ من المضمون ”. وجاءت تصريحات نتنياهو في مؤتمر للسفراء في وزارة الخارجية قال نتنياهو إنّ هناك من يسعى إلى تحويل القرارات التي ستتخذ في المؤتمر إلى قرار في مجلس الأمن الدوليّ، وقال إن تل أبيب ستبذل جهوداً لمنع تمرير قرار معادٍ لها في مجلس الأمن الدولي. من جهته، جدّد أولوف سكوغ مندوب السويد ورئيس مجلس الأمن الدوليّ جاليا، دعم بلاده لإنشاء دولة فلسطينية في إطار حلّ الدولتين. وأشار في أول مؤتمر صحافي عقده في نيويورك بمناسبة توّلي بلاده رئاسة مجلس الأمن إلى أنّ السويد تنسّق مع فرنسا بشأن عقد مؤتمر للتسوية في الشرق الأوسط في منتصف الشهر الجاري. ويدعم الفلسطينيون بقوة المبادرة الفرنسية التي أطلقت، مطلع 2016، ورفضها الإسرائيليون الذين أكدوا عدم مشاركتهم في المؤتمر ورفضهم له. عباس ل”ميرتس”: نتحلى بالصبر وضبط النفس إزاء تصريحات ترامب وفي السياق، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس: ”إننا نتحلى بالصبر وضبط النفس إزاء تصريحات الرئيس المنتخب ترامب”. وأنّه لا يعتقد أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، سينقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، بالرغم من تصريحاته هو ومستشاريه خلال الحملة الانتخابية وحتى في الأسابيع الأخيرة. وأضاف عباس خلال لقائه ممثلين عن حركة ”ميرتس” الإسرائيلية، يوم الثلاثاء: ”ندرك أن التصريحات التي تطلق خلال الحملة الانتخابية لا تعكس بالضرورة الواقع خلال ولايته. أنا لا أعتقد أنه سيقوم بنقل السفارة إلى القدس، فهو يدرك بأنه سيكون لذلك دلالات واسعة لا رجعة فيها تتجاوز الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني”. وقال مصدر شارك في اللقاء إن عباس التقى وفد ”ميرتس”، برئاسة الأمين العام موسي راز، إطار لقاءات يجريها الرئيس الفلسطيني في الأيام العشرة الأخيرة مع جهات إسرائيلية، في الجهاز السياسي وخارجه، ممن يدعمون حل الدولتين. وتابع المصدر أن عباس قال لأعضاء ”ميرتس” إنه في حال قام ترامب في نهاية المطاف بنقل السفارة إلى القدس، سيكون من الضروري القيام بخطوات ردا على ذلك، بيد أنه لم يشر إلى هذه الخطوات. وكان عباس قد التقى وفدا من أعضاء سابقين في الكنيست، ومن المقرر أن يلتقى ممثلين عن منظمات السلام الإسرائيلية المختلفة. ولفت المصدر إلى أن عباس اعتبر قرار مجلس الأمن ضد الاستيطان هو البداية، وعبر عن أمله بأن يتم اتخاذ قرارات أخرى في مؤتمر السلام في باريس في 15 من يناير الجاري. وشدد عباس على أن المرحلة المقبلة، بالنسبة للفلسطينيين، هي تحقيق الاعتراف بفلسطين من قبل دول أخرى في الغرب، ومحاولة الحصول على اعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة من خلال التصويت في مجلس الأمن. وقال أيضا إن ”القرار 2334 هو إعلان دولي مرحب به باتجاه وقف الاحتلال والمشروع الاستيطاني”. وأضاف أنه تمعن في مضمون القرار ولم يجد فيه أي بند ضد إسرائيل، حيث اقتصر على اعتبار المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير القانونية، مضيفا أنّ الخطوة القادمة، ستكرس لتطبيقه، وأعرب عن أمله في أن يتضح شكل العمل على تحقيق هذا الهدف في مؤتمر السلام في باريس الذي يشارك فيه، مبديا أسفه لعدم مشاركة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.