أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن أن القدس ليست مستوطنة، بل عاصمة إسرائيل، متجاهلا "دعوات" أوباما إلى وقف الاستيطان، ليثبت مرة أخرى تواطؤ الإدارة الأمريكية ومباركتها لسياسة نتنياهو ، الذي استقبل مند أيام المبعوث الأمريكي ببناء المزيد من المستوطنات هذا الأخير الذي جدد التزام أمريكا بأمن إسرائيل رغم سياسة التضليل التي تنتهجها واشنطن تجاه العرب عن طريق التظاهر بأزمة دبلوماسية مع تل أبيب . في خطاب أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية (إيباك)، أبرز مجموعة ضغط موالية لاسرائيل في الولاياتالمتحدة، أكد نتنياهو ثقته في استمرار الصداقة مع الولاياتالمتحدة. وقال خلال خطابه الذي استغرق 45 دقيقة، قال نتنياهو "من رئيس إلى آخر، من كونغرس إلى آخر، التزام أمريكا بأمن إسرائيل ظل ثابتا لا يتزعزع". وإذ وصف الولاياتالمتحدة بأنها أكبر أمة في العالم، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ثقته باستمرار الصداقة مع واشنطن. وفي موضوع القدس، قال نتنياهو "إن الشعب اليهودي بنى القدس قبل ثلاثة آلاف عام والشعب اليهودي يبني القدس اليوم. القدس ليست مستوطنة، إنها عاصمتنا". وأشار إلى أنه لا ينتهج في سياسته الاستيطانية في القدسالشرقية سياسة جديدة وإنما يواصل السياسة التي انتهجتها جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ حرب جوان 1967. ولاقى هذا التصريح ترحيبا حارا من معظم المندوبين البالغ عددهم حوالي 7500 في المؤتمر ولكنه قوبل أيضا ببعض الاحتجاجات. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في حرب جوان 1967 وضمتها اليها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. ومنذ ذلك الوقت بنت إسرائيل حوالى 12 حيا يهوديا استيطانيا جديدا يقيم فيها حاليا نحو 200 ألف إسرائيلي إلى جانب سكان المدينة المقدسة الفلسطينيين البالغ عددهم اليوم حوالي 270 ألف. من جهتها، اعتبرت السلطة الفلسطينية الثلاثاء، تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية حول مدينة القدس، دليلا على عدم رغبته في العودة إلى أي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني. ونقلت مصادر إعلامية عن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينه، قوله إن "تصريحات نتنياهو دليل قاطع على أنه لا يريد العودة الى أية مفاوضات جادة فهي تتنافى مع الشرعية الدولية التي تعتبر القدس عاصمة لدولتين". وأضاف أن "ما قاله نتنياهو لا يساعد الجهود الامريكية ولن يخدمها لإعادة الطرفين لمفاوضات غير مباشرة". وطالب أبو ردينه الادارة الأمريكية "برد فعلي على هذه التصريحات لأن انتقادها لا يكفي ويجب التعامل مع هذه السياسة الاسرائيلية بشكل مختلف عن السابق لأنها خطيرة". وتابع "نريد تحركا أمريكيا قبل أن تتدهور الامور في المنطقة"، محذرا من أن "سياسة وتصريحات نتنياهو وممارسات حكومته ستؤدي في النهاية الى تدمير كل الفرص المتاحة لعملية سلام جادة ومفاوضات ناجحة". بدوره، رأى كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن "تصريحات نتنياهو تدل على تصميم الحكومة الإسرائيلية على رفض الاقتراحات الأمريكية بالذهاب الى مفاوضات غير مباشرة، وحتى على رفض إعطاء ادارة الرئيس (باراك) أوباما فرصة للسلام والمفاوضات في المنطقة".