يعاني قطاع الموارد المائية بقسنطينة متاعب بالجملة، أبرزها عدم تجسيد الوعود الرامية بإيصال الماء الشروب إلى سكان الولاية بانتظام، حيث مازال سكان بلديات عديدة يشربون مرة لساعتين فقط كل ثلاثة أيام، ناهيك عن مشكل التسربات المائية الكثيرة التي وقفت مؤسسة ”سياكو” عاجزة عن معالجته. اضطر الوالي كمال عباس إلى إعطاء تعليمات لمصالح مديرية الموارد المائية من أجل التنسيق مع مؤسسة ”سياكو” ومرافقتها للقضاء على التسربات المائية بإقليم ولاية قسنطينة. كما طلب من رؤساء الدوائر والبلديات بوضع رزنامة عمل مضبوطة لتزويد مختلف الأحياء والمشاتي بالمياه الصالحة للشرب، خلال اجتماع مجلس الولاية المنعقد مساء أول أمس بمقر الديوان، والذي تناول بالدراسة قطاع الموارد المائية وتضمن محاور تخص قطاع المياه الصالحة للشرب، قطاع التطهير، الري الفلاحي والبرامج الاستثمارية المسجلة لفائدة القطاع. وقد شدد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي على ضرورة إيجاد الحل لمشكل التسربات المائية الذي تعاني منه الولاية وكذا الأعطاب المتكررة، عن طريق التحسين من التسيير اليومي لهذا القطاع الحيوي والتدخل بنجاعة أكبر وفي مدة أقصر في مواقع التسربات الملاحظة، والتي عادة ما تتراوح مدة إصلاحها بين 15 إلى 20 يوما، وهو ما اعتبره الوالي بالأمر غير المقبول. كما أكد على ضرورة التنسيق الفعال واليومي بين مصالح مديرية الموارد المائية ومؤسسة سياكو، و كذا جميع الدوائر والبلديات المعنية، قصد التدخل في حال حدوث التسربات المائية بالمواقع التي يصعب على مؤسسة ”سياكو” التدخل بها لضمان الخدمة العمومية. وطلب من مؤسسة ”سياكو” بتطوير تسييرها لقطاع المياه الصالحة للشرب والتسربات المائية، خاصة أنها تتوفر على الوسائل المادية والطاقات البشرية المؤهلة. ووجه الوالي تعليمات لمديرية الموارد المائية، الدوائر والبلديات من أجل وضع رزنامة عمل تخص الأحياء والمشاتي غير المزودة بالمياه الصالحة للشرب أو التي تعاني من تذبذب في التوزيع، أوتلك التي تتطلب شبكات المياه والتطهير بها إعادة تأهيل، حيث أكد على وضع تواريخ محددة للتدخل حسب كل حالة وحسب الأولويات بدءا بالحالات الاستعجالية وصولا إلى حالات التدخل بالمدى المتوسط والبعيد من أجل برمجتها خلال البرامج المقبلة. من جهته الأمين العام للولاية، طلب من رؤساء البلديات أخذ بعض النقاط السوداء المسجلة بقطاع الموارد المائية، كل حسب إقليمه، على عاتق ميزانياتها البلدية كأولويات خاصة بالبلديات التي تسمح ميزانيتها بذلك. وعن النقاط السوداء المسجلة بالولاية، أمر الوالي مدير الموارد المائية بتحضير خارطة طريق لهذه الأخيرة سواء التي تتطلب تزويدا بالمياه الصالحة للشرب أو شبكات التطهير للتكفل بها حسب الأولوية. أما في ما يتعلق بربط مناطق النشاطات بالمياه الصالحة للشرب وشبكات التطهير، أكد الوالي أن الولاية تحصلت على موافقة وزارة الداخلية من أجل منح إعانة من صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية لربط بعض المناطق، كما ذكر أنه ستتم مراسلة الوزارة الأولى لتسجيل مشاريع تهيئة لباقي مناطق النشاطات. ومعلوم أن عدة بلديات بقسنطينة تعاني من مشكل تزويد مواطنيها بالمياه، على غرار بلديات حامة بوزيان وزيغود يوسف وبني حميدان وابن زياد ومسعود بوجريو.. حيث كثيرا ما احتج مواطنوها على تدبدب التزويد أو غياب الماء لأزيد من أسبوع، مع العلم أنهم يشربون مرة كل ثلاثة أيام. يضاف إلى كل ذلك كثرة الأعطاب وتأخر تدخل مؤسسة سياكو، والأمثلة على ذلك كثيرة، حيث التسربات متواجدة تقريبا في كل الأحياء بما فيها واعترف مدير القطاع بالولاية الذي ذكر أن احتياجات الولاية من المياه الصالحة للشرب يقدر ب 500 ألف متر مكعب / اليوم، فيما يقدر العجز المسجل ب 200 الف متر مكعب في اليوم.