l 50 بالمائة من الأشخاص البالغين يستهلكون المكملات الغذائية بشكل كبير أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لحماية المستهلك، زكي حريز، أن الملتقى الوطني الذي سينظم اليوم بمقر الوكالة الوطنية للتجارة الخارجية سيركز على القواعد الحسنة لصناعة المكملات الغذائية وبحث إمكانية تقنينها، مبرزا أن استقراءات الواقع أظهرت أن أكثر من 50 بالمائة من الأشخاص البالغين يستهلكون هذه المواد بصفة كبيرة.
وأضاف زكي حريز، لدى استضافته، أمس، على أمواج الإذاعة الوطنية، أن سبب استهلاك المكملات الغذائية يأتي بسبب بعض الأمراض أو نتيجة للتغذية غير المتوازنة ولذلك سيتضمن برنامج الملتقى حول ”ثقافة الاستهلاك لدى المواطن من جانب المكملات الغذائية” عدة مداخلات للمتخصصين في مجال التداوي بالأعشاب وكوادر من قطاعات التجارة والصحة والفلاحة للحديث عن نتائج التحقيقات التي أجريت حول محلات بيع الأعشاب لدراسة مخاطر المكملات وايجابياتها وطريقة تطوير النباتات الطبية. وقال حريز في السياق ذاته ”نهدف من خلال تنظيم هذا الملتقى إلى دعوة السلطات العمومية لتقنين هذا المجال الذي يعرف فراغا قانونيا، إلى جانب تشجيع المتعاملين الاقتصاديين للاستثمار في مجال زراعة الأعشاب الطبية لاستخلاص المواد الأولية التي تستفيد منها صناعة المكملات والصناعة الصيدلانية”. وفي معرض حديثه عن وضعية المستهلك، أوضح زكي حريز أن القدرة الشرائية للمستهلك تعرف تدهورا منذ السنة الماضية نتيجة لاختلالات في تنظيم السوق، بسبب عدم وجود منافسة شرعية. واسترسل بالقول ” يوجد بالجزائر ما يسمى بمنافسة الواجهة، ولا وجود للمنافسة الحقيقية، فالمبادرات لا تزال مكبلة نتيجة للاحتكار والمضاربة، وهذا ما أدى إلى رفع الأسعار والتلاعب بالسوق”، داعيا إلى ضرورة التحرك لتنظيم السوق وضبط الأسعار خاصة في المواد الأساسية لحفظ الصحة العمومية للمواطن. حريز: ”لدى الفئة العمرية من 19 إلى 35 سنة ثقافة استهلاك لا بأس بها” وبخصوص ثقافة الاستهلاك أبرز المتحدث ذاته أن فيدرالية حماية المستهلك التي تضم 35 جمعية محلية تعمل على نشر هذه الثقافة عبر كل وسائل الإعلام المتاحة لها، مضيفا بالقول: ”حسب التحقيقات التي أجريناها توصلنا إلى أن الفئة العمرية للشباب من 19 إلى 35 سنة لديها ثقافة استهلاك لا بأس بها مقارنة بالفئات الأخرى التي تنقصها كثيرا هذه الثقافة”. كما أشار زكي حريز إلى أن عمل هيئته التطوعي يرتكز على التنسيق مع كل المديريات المتخصصة في حماية المستهلك كالمخابر والمعاهد لرصد السوق ولفت انتباه السلطات المتخصصة بالتجاوزات الحاصلة في مجال الاستهلاك. وحول ما تعلق بالمضافات والملونات الغذائية، أوضح رئيس الفيدرالية الجزائرية لحماية المستهلك أنها لا تشكل خطرا على صحة المستهلك في حال احترام الجرعات المقدمة، غير أن عدم وجود إمكانيات لتحليل مدى احترام الجرعة بالتدقيق على مستوى المخابر الوطنية والخاصة، يطرح أشكالا كبيرا خاصة وأن بعض المتعاملين يضطرون لرفع هذه الجرعة لتأمين صلاحية المنتج”.