كشفت مصادر عليمة ليومية ”الفجر”، أن نهاية شهر مارس ستكون موعدا لخروج أول الحصص الإنتاجية من الحديد والصلب لمركب الحجار، حيث سيعطي الوزير الأول ”عبد المالك سلال” إشارة انطلاق تشغيل الفرن العالي غداة حلوله بولاية عنابة على هامش انعقاد اجتماعات الثلاثية في السادس من مارس بفندق الشيراطون. عقب نجاح عمليات تشغيل الفرن العالي ولواحقه على الساخن والبارد خلال الشهر الجاري، طمأنت جهات مسؤولة من مركب الحجار السلطات الولائية على عودة هذا الأخير للعمل شهر مارس القادم مؤكدة الالتزام بهذا الموعد على خلفية الانتهاء الكامل من جميع مراحل إعادة تأهيل وتجديد كامل أقسام الفرن العالي والورشات المتعلقة به، علما أن عودة الحجار للنشاط الفعلي، بعد توقف دام أكثر من سنة ونصف السنة، كان مبرمجا شهر ماي من السنة المنصرمة، ثم تم تأخيره إلى شهر أوت ومنه إلى شهر ديسمبر، ثم مرة رابعة لشهر فيفري من السنة الجارية، خصوصا عقب عمليات سرقة قطع غيار وآلات بملايير الدينارت تمت بعد فسخ عقد مؤسسة فريتي الإيطالية المسؤولة عن عمليات تجديد الفرن العالي. تراكم المشاكل التسييرية وتضاعف رقم تكاليف أشغال تجديد ورشات الحجار، نجم عنه سحب مؤسسة ”سيدار” لجميع أسهم هذا الأخير من مؤسسة ”ايميتال” لصالحها، كي ينتقل ملف إعادة التهيئة والتجديد إلى جهات متمرسة وعليمة بجميع أسرار استغلال وتحويل مادة الحديد، من أجل الوصول لتحقيق هدف إنتاج 2 مليون طن منه سنويا، مع ارتفاع الرقم لاحقا إلى 4 مليون طن ما سيساهم بشكل فعال في وضع حد نهائي لاستيراد مادة الحديد التي كانت ومع نشاط الحجار سوقا منعشة لمنتجات مصانع أوروبا الشرقية، وايطاليا على الخصوص، الأمر الذي انعكس بشكل فادح على سعر الحديد خاصة مع افتتاح الورشات الإسكانية الضخمة عبر ربوع الوطن. عودة نشاط الحجار من جديد، سيكون برهانا على استغلال مليار دولار خصصت لملف الاستثمار، في مركب بقي تحت وطأة ممارسات غير مسؤولة أحيانا، وأخرى مقصودة أحيانا أخرى خلال مدة ال3 سنوات، منها سنة ونصف السنة عرفت بقاء الإنتاج عند عتبة الصفر، ما كان وراء تخوف 5300 عامل من غلق أبواب عملاق الحديد والصلب نهائيا خلال السنة الجارية، غير أن زيارة عبد المالك سلال المنتظرة بداية مارس من شأنها تبديد المخاوف أو تأكيدها إذا لم تتم في موعدها المحدد.