أعربت الأممالمتحدة عن قلقها البالغ إزاء ورود تقارير عن وقوع خسائر بشرية فادحة في الموصل في الفترة الممتدة بين 17 إلى 23 مارس الحالي. وقالت مسؤولة في الأممالمتحدةبالعراق، لوسائل الاعلام، إنها صُدمت بالبيانات التي تحدثت عن ”خسائر فادحة في الأرواح”، في غارة جوية شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن. ذكرت مصادر عسكرية عراقية ان قوات الجيش وقوات التحالف الدولي أوقفت غاراتها على الشطر الغربي للمدينة، معقل تنظيم داعش، بعد مقتل المئات من المدنيين. وكانت مصادر حقوقية تحدثت في وقت سابق عن انتشال جثث خمسمائة مدني قتلوا خلال الأيام الاخيرة نتيجة قصف طيران التحالف. وطالب مجلس قضاء الموصل بالإعلان عن المدينة منطقة منكوبة وبوقف الغارات الجوية العشوائية. وتساعد مقاتلات أمريكية الجيش العراقي في مهمته لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش. وأعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنه فتح تحقيقا في التقارير التي تحدثت عن وقوع ”مجزرة جماعية” في الموصل، جراء الغارات التي شنها طيران التحالف على المدينة الأسبوع الماضي. وقال التحالف، في بيان أصدره بهذا الصدد، إنه بدأ التدقيق في صحة التقارير التي تتحدث عن المجزرة. وكانت مصادر عسكرية أعلنت مقتل 200 شخص، على الأقل، جراء غارات جوية على منطقة سكنية في حي الموصل الجديدة غرب المدينة، شمال العراق. وتقدر الأممالمتحدة أن 400 ألف عراقي مدني محاصرون في مدينة الموصل القديمة، في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المدينة. وفي السياق، عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة استثنائية بطلب من روسيا لبحث التطورات الأخيرة في الموصل على خلفية أنباء عن سقوط آلاف القتلى بين السكان المحليين جراء معارك تحرير المدينة. وقال الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي للشهرالجاري، مندوب بريطانيا الدائم لدى الأممالمتحدة، ماتيو رايكروفت، في تصريحات صحفية أدلى بها في هذا السياق: ”طلبت روسيا عقد اجتماع بشأن الوضع في الموصل، ولديها الحق في ذلك وننتظر هذه المناقشة”. ويشنّ الجيش العراقي، منذ 17أكتوبر 2016، عملية ”قادمون يا نينوى” مدعوما بقوات ”البيشمركة” الكردية ووحدات ”الحشد الشعبي” و”الحشد العشائري” وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم ”داعش”. وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح مسلحي تنظيم داعش الإرهابي شمال وغرب العراق وسيطرتهم على زهاء ثلث مساحة البلاد في صيف 2014. وبعد استعادتها الجانب الشرقي من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية في 19 فبراير2017 عمليات اقتحام الجانب الغربي للمدينة، الذي يمثل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشرية فادحة بين السكان المحليين. وكشفت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن ما يقارب 400 ألف عراقي لا يزالون محاصرين في غرب مدينة الموصل. وفرّ أكثر من 180 ألف مدني من غرب المدينة الشهر الماضي، وسط مخاوف من احتمال فرار 320 ألفا آخرين في الأسابيع المقبلة. ويقول سكان تمكنوا من الفرار إن المليشيات تستخدم مدنيين كدروع بشرية وتختبئ في المنازل وتجبر الشباب على القتال في صفوفها. ويعتقد مسؤولو الأممالمتحدة أن هناك نحو 2000 مسلح لتنظيم داعش في الموصل.