معارك طاحنة وتعتيم إعلامي على الجرائم نصف مليون عراقي يواجهون الموت بالموصل قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن أكثر من نصف مليون مدني يواجهون خطر الموت ما زالوا يعيشون في الأحياء الغربية من مدينة الموصل شمالي العراق والتي تشهد (معارك شرسة) بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الذي خسر أجزاء كبيرة من المدينة. وأضاف المرصد في بيان له أن القوات العراقية والتحالف الدولي ما زالا يستخدمان القصف المفرط على الأحياء السكنية وهذا ما يزيد أعداد الضحايا المدنيين. ونقل المرصد عن عمال إغاثة وناشطين قولهم إن العشرات من المنازل دمرت وإن أكثر من أربعين مدنيا قتلوا غرب الموصل خلال اليوميين الماضيين عندما استخدمهم تنظيم الدولة دروعا بشرية وقصفتهم الطائرات الأميركية. وأوضح المرصد أن القتلى هم من سكان أحياء السرجخانة والفاروق والشهوان والميدان وحي الرسالة غرب الموصل. وحذر المرصد العراقي من خطورة استخدام تنظيم الدولة المدنيين دروعا بشرية كما دعا الحكومة العراقية وجميع من يساندها إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين. وقد أبدت جماعات حقوقية قلقها لتصاعد أعداد القتلى في صفوف المدنيين إذ يقاتل مسلحو تنظيم الدولة من البيوت والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية ويرد الجيش العراقي والتحالف الذي تدعمه الولاياتالمتحدة على هذا التهديد باستخدام أسلحة ثقيلة لدعم القوات على الأرض. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن المعركة التي تستهدف السيطرة على الشطر الغربي من الموصل أقذر وأشد فتكا بالمدنيين من معركة استعادة الشطر الشرقي التي اكتملت فصولها في جانفي الماضي. وقالت المنظمة الحقوقية إن وحدات وزارة الداخلية العراقية استخدمت في الآونة الأخيرة صواريخ غير موجهة في غرب الموصل. وأضافت في بيان أن طبيعتها العشوائية تجعل استخدامها في المناطق المأهولة بالمدنيين انتهاكا خطيرا لقوانين الحرب . وتقول جماعة إيروورز -التي يديرها صحفيون لمراقبة الخسائر البشرية في صفوف المدنيين- إن ما لا يقل عن 2590 مدنيا قتلوا على الأرجح بنيران التحالف منذ عام 2014 من بينهم عشرات بالموصل في الأسبوع الأول من مارس الجاري وحده. شهادات وتحدثت أسر هاربة من الموصل في الأسابيع الأخيرة عن ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين بالغارات الجوية وقالت إن مقاتلي تنظيم الدولة يفرون في كثير من الحالات قبل أن تسقط القنابل. ويعترف التحالف -الذي يدعم القوات العراقية بالقوة الجوية والمستشارين العسكريين- بالتسبب في وفيات غير مقصودة بين المدنيين. وتبين الشواهد أن مستوى التدمير أكبر حيث سويت عشرات المنازل بالأرض وامتلأت طرق بالحفر الكبيرة جراء الضربات الجوية. وفي حي المأمون حيث الدمار الواسع كان أحد الرجال يسير بتثاقل الثلاثاء الماضي في طريق يغطيه الوحل بحثا عن أكياس للجثث. إلى ذلك انتقد عضو منظمة الدفاع عن الحقوق والحريات عمر الحمداني صمت الجهات الحكومية والأمنية العراقية عن الأعداد الكبيرة من الضحايا التي تسقط خلال معركة تحرير الساحل الأيمن للموصل لافتاً إلى أن الطيران العراقي بدأ يتبع سياسة الأرض المحروقة للإسراع في حسم المعركة. وأضاف الحمداني لا يكاد يمر يوم إلا وتصلنا أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين جراء قصف للطيران العراقي متسائلاً ما فائدة تحرير الأراضي من داعش إذا كان ثمن ذلك هو قتل أهلها؟ . وتتجنب الحكومة العراقية الإجابة عن أية أسئلة فيما يتعلق بارتفاع أعداد الضحايا المدنيين إلا أن التقارير المحلية التي تصدر عن بعض المنظمات تؤكد ارتفاعاً يومياً في معدل من يُقتل داخل منزله جراء المعارك.