l لسنا مؤسسة بنكية وحساب الحزب لم يتعد يوما المليار سنتيم أبدى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، تخوفه من تغول المال الفاسد خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبل، على خلفية سلسلة الفضائح التي طبعت عملية ترتيب القوائم، مؤكدا أن الحديث عن التزوير لم يعد هاجس الأحزاب السياسية في الفترة الحالية. ”الفجر”: تفصلنا أيام عن انطلاق الحملة الانتخابية وسط حديث عن طرق تمويلها وبرامج الأحزاب، كيف تجري التحضيرات على مستوى ”الأفانا”؟ موسى تواتي: حزبنا ليس حزبا مبتدئا أو فتيا لكي ينطلق في التحضيرات، بل إن تجاربه التي خاضها مكنته من اكتساب خبرة في الميدان، ولا أعتقد أن التحضير المادي أهم من التحضير المعنوي، خاصة وأن موعد تشريعيات ماي القادم يشكل منعطفا حاسما من أجل تغيير حقبة تراكمات الإخفاق والتأزم الناتج عن سوء التسيير والفساد الذي طبع تسيير شؤون البلاد منذ الاستقلال، وفرصة لإعادة السلطة للشعب ودخول عهد جديد وبطريقة سلمية عن طريق الاقتراع الحر. وماذا عن طريقة تمويل الحزب للحملة؟ يجب أن يعلم الجزائريون أن الأحزاب السياسية ليست مؤسسات تجارية أو بنوكا، فهي لا تملك مداخيل ما عدا اشتراكات المناضلين، أما عن الجبهة الوطنية الجزائرية فهو حزب ”الزوالية”، والمترشحون هم الذين يمولون حملتهم الانتخابية مثلما تعودنا عليه في كل المناسبات الانتخابية، فنحن لا نملك إمكانيات أحزاب الموالاة، وبطاقات الاشتراك لا تسدد حتى مبالغ الكهرباء وأجرة الكاتبة. وللعلم فإن حساب الحزب لم يتعد منذ 15 سنة مبلغ مليار سنتيم. عاشت الساحة السياسية على وقع فضائح شراء التوقيعات وانتشار الرشوة، ألا تعتقدون أن هذه الظاهرة ستؤثر على نتائج الانتخابات؟ أعتقد أن الحديث عن تزوير الانتخابات الذي طالما تحدثت عنه أحزاب المعارضة في كل مناسبة انتخابية، أصبح موضة قديمة، فالمال الفاسد هو الذي يخيفنا في التشريعيات القادمة بدليل فضائح الرشوة التي عرفتها عملية ترتيب القوائم. فالمال الفاسد خلق طبقية داخل المؤسسات الحزبية، وهو الذي قد يصنع الفارق. أما حديث الشخصيات السياسية عن استعمال الوزراء لإمكانيات الدولة خلال حملتهم الانتخابية فهذا أمر تعودنا عليه وتعود عليه الجزائريون ولا أعتقد أنه أمر يخيف الأحزاب السياسية بشكل عام. مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية لم تعرض الأحزاب السياسية برامجها في حين راحت تتسابق على ترتيب قوائمها.. ماذا عن حزبكم؟ نحن حزب يحترم القيم الوطنية والإنسانية وجعلنا المنتخب في ”خدمة المواطن وليس موظفا سياسيا للسلطة الإدارية” وتكريس ثقافة التعايش السلمي بين كل الجزائريين، ومحاربة الرشوة والفساد على مستوى كل الهيئات، ودعم الفلاحة التي للأسف لم يركز عليها المسؤولون طيلة السنوات الماضية، خاصة وأنها كفيلة بإخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها، ومن ثمة الاستثمار في الفرد الجزائري الذي همشناه، وترقية الاستثمار الوطني والأجنبي في قطاع السياحة، كما أننا نرغب في أن يكون البرلمان المقبل أكثر قوة ولا يخضع لمختلف الضغوط والمساومات والمشاركة المكثفة في الاقتراع. تعد الجبهة الوطنية من الأحزاب التي ركزت على المرأة خلال عملية ضبط القوائم، إلى درجة أنها وضعت قائمة الشلف كلها للنساء. ما هو السبب؟ نحن نعتقد أن المرأة أكثر تشبثا بالوطنية من الرجل في مختلف المجالات، خاصة الميدان السياسي الذي اكتسحته بقوة. وبالنسبة للحزب فقد تصدرت أربع نساء قوائم الحزب على مستوى ولايات وهران، الأغواط، تبسة ومقاطعة باريس بفرنسا، ولو وجدت نساء أكثر شجاعة وجرأة في الولايات الباقية لوضعتهن على رأس القائمة. وماذا عن توقعاتكم وحظوظكم خلال التشريعيات؟ لسنا من الأحزاب التي بدأت في إطلاق تصريحات إعلامية تتوقع من خلالها نتائجها خلال التشريعيات القادمة، فنحن ليس لنا أي سند يقدم لنا إحصايات سوى أصوات الشعب التي نعول عليها، بعد أن نقدم له برنامجنا الذي نتمنى أن يلقى قبولا عنه، فنحن لسنا منجّمين وعلى الأحزاب العمل أكثر بجدية بدل من تقديم أرقام ومراتب قبل انطلاق الحملة الانتخابية.