أودع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية رفقة النائب عن الجالية شافية من تالشتا، وجمعية ”الفضاء الجزائري الفرنسي”، شكوى لدى العدالة الفرنسية، ضد مجموعة تدعو إلى إعادة بعث المنظمة السرية المسلحة بفرنسا بهدف استهداف المسلمين والجزائريين، وحتى الفرنسيون من أصول جزائرية اعتبروا من بين أهدافها. وقد بث فيديو، لم يعرف مصدره، على شبكة الأنترنت، يتضمن تحريضا ضد المسلمين المقيمين بفرنسا والفرنسيين المنحدرين من أصول جزائرية والجزائريين المهاجرين بصفة عامة، ما اعتبر ميلاد إرهاب جديد، حيث أظهر هذا الفيديو شخصا وهو من اليمين المتطرف الفرنسي وعضو سابق بالمنظمة السرية العسكرية -حسب أقواله - قرر هو ومجموعة من أصدقائه عبر هذا الفيديو الدخول في السرية وتكوين كتائب الموت للرد على هجمات المسلمين في نيس وباريس. وكلف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، حسب ما أفاد به المجلس نقلا عن وسائل إعلام فرنسية، أمينه العام بالتكفل بمتابعة الدعوى لدى مجلس القضاء بمنطقة نيم، جنوبفرنسا، باعتبارها تحريضية على العنف والكراهية والإرهاب. ويتزامن بث الفيديو في سياق خاص تعيشه فرنسا هذه الأيام، حيث ارتكزت الشكوى التي أودعها المجلس ضد المحرضين الإشارة إلى ”رفض الفرنسيين ممن يدينون بالإسلام المقيمين بفرنسا أو رعايا فرنسيين وأيضا الرعايا الجزائريين أو حتى الفرنسيين من أصول جزائرية. وقرر وزير الداخلية الفرنسي فتح تحقيق في الفيديو التحريضي على التمييز، من أجل تحديد من يقفون وراء تلك المناشير، ولم تقم البعثة الدبلوماسية الجزائريةبفرنسا بأي رد فعل تجاه الفيديو التحريضي على الجريمة والإرهاب. وتعد المنظمة المسلحة السرية التي ظهرت أثناء الثورة الجزائرية في تصنيف المؤرخين الجزائريين أخطر المنظمات وفي مصاف المنظمات الإرهابية، حيث كانت تنكل بالجزائريين، بل ذهبت إلى إحباط جميع المحاولات حتى من الطرف الفرنسي المتعاطفة مع الجزائريين خلال الثورة، ومما ذكره المؤرخون أيضا أن بعض عناصر المنظمة السرية خطط لاغتيال الجنرال ديغول بعد اقتناعه بضرورة الانسحاب من الجزائر بعد انتصار الثورة. وتعتبر ”وايس” التي تأسست عقب تفجيرات باريس امتدادا لمنظمة ”أواس” التي كانت تنشط في الجزائر وقتلت المئات من الجزائريين منذ تأسيسها في 11 فيفري 1661 إلى غاية استقلال الجزائر.