أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد العراقيين الذين نزحوا من مناطقهم منذ انطلاق العملية العسكرية لتحرير مدينة الموصل (شمال البلاد) من قبضة تنظيم ”داعش” قد تجاوز 320 ألفا. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة،، في بيان لها، إن عدد النازحين جراء المعارك الدائرة في الموصل، التي بدأت في ال 17 من أكتوبر الماضي قد بلغ 320 ألفا و496 شخصا، (أي ما يقارب 53416 عائلة)، مشيرة إلى أن عدد النازحين من الموصل ازداد بمقدار 18 ألفا خلال الأسبوع الماضي فحسب. يذكر أنّ القوات العراقية تمكنت في أواخر يناير الماضي من استعادة الجزء الشرقي من الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد والمعقل الرئيس لتنظيم ”داعش” في العراق. وفي 19 فبراير، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء العملية الهادفة إلى استعادة الجزء الغربي من المدينة. ووفق الأممالمتحدة، لا يزال حوالي 500 ألف شخص محاصرين في أحياء الجزء الغربي من الموصل. وعلى صعيد آخر، أعلنت القوات العراقية مقتل عشرات من عناصر تنظيم ”داعش”، بينهم 14 انتحارياً، في غارات للطيران العراقي في القائم، غرب العراق. وقال بيان لخلية الإعلام الحربي أن الطيران العراقي شنّ غارات على أهداف لتنظيم ”داعش” في منطقة ”الكرابلة” بالقضاء، بناء على معلومات استخباراتية، ما أسفر عن تدمير وكر للتنظيم ومقتل 14 انتحارياً كانوا يستعدون للتوجه إلى بغداد لتنفيذ عمليات فيها، وأسفرت الغارات أيضا عن مقتل عشرات آخرين من عناصر التنظيم. من جهة أخرى أعلن مصدر أمني، مقتل 22 من عناصر ”داعش” بينهم قياديون بقصف للتحالف الدولي استهدف موكبا للتنظيم في قضاء ”تلعفر”، غرب الموصل. وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي أن قوة أمنية من اللواء التاسع نفذت عملية عسكرية تمكنت خلالها من إفشال محاولة تسلل لعناصر ”داعش” وقتلت مجموعة منهم في منطقة ”المالحة” غرب قضاء ”الدور” بمحافظة ”صلاح الدين”. وفي سياق متصل، أطلقت القوات الأمنية العراقية عملية عسكرية واسعة لتطهير مناطق في ”أبو غريب” من جيوب تنظيم ”داعش”، وذلك بالتزامن مع عمليات ”السيل الجارف” التي أطلقتها أمس قوات مشتركة من الجيش والشرطة للبحث عن مطلوبين في قضاء ”الطارمية”، شمال بغداد. وفي شأن ذي صلة، أعلن محما خليل، قائمقام قضاء سنجار العراقي، عن العثور على رفات 1646 إيزيدياً في المقابر الجماعية التي خلّفها تنظيم داعش الإرهابي قرب مفرق الشبابيط في القضاء.، فيما يطالب أهالي ضحايا الكارثة بفتح تلك المقابر والكشف عن أسماء الضحايا. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن خليل أنّه تمّ العثور حتى اليوم على 31 مقبرة جماعية لعصابات ”داعش” الإرهابية في قضاء سنجار غرب الموصل، ضحاياها من المكون الإيزيدي، منذ نوفمبر 2015 حتى يناير 2016. ووصل عدد المقابر الجماعية التي تعود للإيزيديين إلى نحو 29 مقبرة، وتوقع خليل أن ”يصل عددها إلى 50 مقبرة، ما يزيد من عدد الضحايا الذين أعدمهم داعش خلال سيطرته على القضاء”. ويقول مسؤولون في إقليم كوردستان إن تنظيم داعش لا يزال يحتجز 3500 إيزيدي بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وذلك في معاقله بالموصل وتلعفر والرقة. وفر نحو 18 إيزيديا يوم الأربعاء الماضي من بلدة تلعفر غرب الموصل إلى سنجار منتهزين في ذلك انشغال داعش بالهجوم الذي يشنه الحشد الشعبي في المنطقة. وكانت قوات البيشمركة قد استعادت قضاء سنجار في نوفمبر 2015 من قبضة التنظيم الذي سيطر عليه في أوت 2014، إلا أن عناصر منظمة ”بي كا كا” المصنّفة إرهابية ينتشرون في القضاء منذ تلك الفترة، بحجة محاربة ”الدولة الإسلامية داعش”. وجاءت تصريحات خليل في أعقاب زيارة وفد من هيئة الإشراف القضائي العراقية، الاثنين، إلى محافظة نينوى؛ لمتابعة سير القضايا المتعلقة بالجرائم المرتكبة. وذكر القضاء العراقي، في بيان، أن ”الوفد حرص على متابعة قضايا الجرائم المرتكبة ضد المكون الإيزيدي، وأنه سيعمل على نقل محكمة استئناف نينوى من الموقع البديل في قضاء الحمدانية إلى أحد القصور الرئاسية في الجانب الشرقي لمدينة الموصل”. ولفت الانتباه إلى أن ”أهم الدعاوى في نينوى تتمثل في القضايا التحقيقية المتعلقة بجرائم تنظيم داعش الإرهابي”. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات القديمة وجميع نصوصها الدينية تتلى باللغة الكوردية في مناسباتهم وطقوسهم الدينية. ويبلغ عدد للإيزيديين وفق إحصائيات غير رسمية، نحو نصف مليون نسمة في عموم في العراق وكوردستان ويقطن أغلب أفرادها في نينوى ودهوك، ومنطقة جبال سنجار في العراق، في حين تعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.