عاد، صباح أمس، طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، إلى الإضراب مجددا، وهذا للمطالبة بإقالة مدير المدرسة ورحيله. ولتفادي الاعتقال، احتج طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة من أعلى شرفات مبنى بالجزائر وسط، وظهر الطلاب حاملين لافتات بها شعارات تطالب بتحسين وضعيتهم بالمدرسة وأيضا رحيل المدير الذي نصب منذ سنة ونصف، وجاء ليخلف المدير السابق والذي أقيل هو الاخر. وتعيش المدرسة العليا للفنون الجميلة اضطرابات منذ سنوات، بحيث وفي كل مرة تعود الاحتجاجات، خاصة أن الوعود المقدمة من طرف الوزارة الوصية لم تلب في مجملها، وطالب المتمدرسون بتدخل وزير الثقافة، الذي كان قد اجتمع مع ممثلي الطلبة بالمدرسة منذ حوالي شهرين، وناشد الطلبة الوزير عز الدين ميهوبي التدخل وإقالة المدير وأيضا تحقيق الطلبات المتمثلة في تحسين الخدمات وأيضا تغيير نظام الدراسة وكذا ما بعد الدراسة. ويأتي قرار طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة الدخول مرة أخرى في إضراب مفتوح عن الدراسة ومقاطعة الامتحانات وشل المدرسة، بعد فشل المفاوضات الأخيرة التي قادها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بحيث كان قد التقى الأخير بالطلبة لتقديم مقترحات جديدة لم تقنع الطلبة للعدول عن قرار الإضراب مجددا. ونشير أنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة في إضراب واحتجاجات، بحيث سبق وأن تم تنظيم إضرابات واعتصامات منذ سنوات، ولايزال الطلبة عازمين على مقاطعة الدراسة حتى تحقيق مطالبهم الأساسية والتي تشمل ”إعادة النظر في البرنامج التكويني”، واعتماد الشهادة من طرف وزارتي التعليم العالي والثقافة، فضلا عن تحسين ظروف الإقامة وتعيين مدير جديد يتمتع بقدرة التواصل. وأمام صعوبة تحقيق المطالب الكبرى التي يرفعها طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، وجد الوزير عز الدين ميهوبي منذ شهرين طريقا لتهدئة الأوضاع وضمان عدم ضياع السنة الدراسية على الطلبة، حيث تقدم بمقترحات عملية لقيت ترحيبا من طرف الطلبة، ما أوقف الإضراب، ولكن اليوم عاد طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة للإضراب مجددا، بحيث يصف الطلاب المبادرات الوزارية ب”المبادرات الهادفة إلى التعتيم على المطالب الأساسية التي لاتزال مرفوعة داخل أسوار المدرسة العليا للفنون الجميلة”. وللتذكير سبق منذ شهرين دخول ست فتيات طالبات بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، في إضراب عن الطعام، وهذا احتجاجا على المشاكل والأزمات التي تعيش على وقعها المدرسة العليا منذ سنوات، بحيث في رسالة وجهتها الطالبات إلى الرأي العام والسلطات العليا بالبلاد وعلى الخصوص مصالح وزارة الثقافة، وكانت الطالبات قد صرحت ”باسمنا نحن كطالبات بالمدرسة العليا للفنون الجميلة قررنا أن ندخل في إضراب عن الطعام، للمطالبة بحل الأزمة التي تعيشها المدرسة وأيضا حل المشاكل التي يتخبط فيها طلبة الفنون الجميلة”، وجاء في الرسالة أيضا أن ”الإضراب عن الطعام سيبقى مفتوحا إلى غاية حل الأزمة”، واتهمت الطالبات المضربات عن الطعام، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بعدم تمسكه بالوعود المقدمة خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى المدرسة بتاريخ 15 جانفي الماضي، ولإيقاف الإضراب عن الطعام التقى وزير الثقافة ميهوبي مرة ثانية بالطلبة، ما أوقف الإضراب. وكان وزير الثقافة قد قدم عددا من الوعود، تمثلت في إعادة النظر في المشاكل، ولكن طلبة المدرسة أكدوا أنه لم يتم فتح باب الحوار مع الطلبة، وأيضا لم يتغير أي شيء فيما يخص المشاكل المرتبطة بالجانب اللوجيستيكي الخاص بالحرم الجامعي وأيضا جانب الإطعام بالمدرسة الذي بقي تسييره على حاله، كما أضاف الطلبة أن الوزارة الوصية لم تكلف أي لجنة بيداغوجية بأي مهمة.