كشفت مديرية سيدار لمركب الحديد والصلب الحجار أول أمس خبر خروج أولى الحصص الإنتاجية المتمثلة في المواد الحديدية المسطحة والتي تعتبر فرعا من فروع إعادة تحويل مادة الحديد التي تقوم بها ورشات الفرن العالي في المركب. وشكل انطلاق الإنتاج مصدر إعادة الثقة لآلاف العمال في مديريتهم التي سبق وأن وجهوا لمسؤوليها أصابع الاتهام بعرقلة السير الحسن للمسار الانتاجي للمركب الذي لازال إنتاجه من الحديد المعالج والمعاد تحويله عند عتبة الصفر، فيما كانت تطمح آمال الحكومة ومجلس مساهمات الدولة أن يقفز الإنتاج بعد الانتهاء من عمليات تجديد الفرن العالي إلى 1.2 مليون طن سنويا ويواصل الارتفاع إلى حد إنتاج 4 ملايين طن في غضون ال2020، غير أن المهمة المعقدة لإعادة الحياة للفرن العالي المتوقف منذ قرابة السنتين حالت دون تحقيق حتى الجزء اليسير من الأرقام الإنتاجية السالفة الذكر. ومع بروز عديد الاحتجاجات العمالية المطالبة بتشغيل عجلة الفرن العالي بعد انتهاء كامل مراحل تجديده وعصرنته، استجابت المديرية عن طريق الإعلان عن خروج أولى هذه الحصص الإنتاجية وفق البرنامج الالكتروني لتسيير الفرن العالي رقم 2 ومختلف وحداته عن طريق غرفة تحكم جد متطورة، في انتظار الوصول لمرحلة خروج المواد الانتاجية الثقيلة على غرار الحديد السائل وتلك الموجهة للصناعات البيتروكيماوية وقطاع البناء على الخصوص، مع العلم أن آجال تسليم أشغال تجديد الفرن العالي وجميع لواحقه من مفولذات أكسوجينية وغيرها من الورشات، لم يتم احترامها، ما يعني التأخر الفادح في استعادة نشاط مركب الحديد والصلب بشكل عام، وما يعني كذلك استمرار استنزاف خزينة مجلس مساهمات الدولة الذي يشرف حاليا على تسديد رواتب أزيد من 4000 عامل ينتظرون بفارغ الصبر عودتهم الفعلية للعمل وعودة الحجار للحياة مجددا، عقب تخصيص الحكومة ل430 مليون دولار لصالح عمليات التجديد وإعادة التهيئة الحالية في انتظار استكمال باقي مراحل ملف الاستثمار التي تم رصد 720 مليون كمبلغ إجمالي لها، تدخل ضمنها كافة عمليات تحديث وتجديد باقي هياكل ورشات المركب.